إن العمليات الزراعية كثيرة، تبدأ من اختيار التقاوي وتنتهي بالحصاد وسوف نركز في هذا الجزء على العمليات التي يكون تطبيقها العملي في البيوت المحمية مختلف نسبياً عن الحقل أو التي لا يمكن تطبيقها في الحقل. وقد ذكرنا بعض هذه العمليات في الفقرات السابقة مثل بيئات الزراعة ومخاليط التربة وتعقيم التربة وطرق التهوية والتبريد والتدفئة والإضاءة الصناعية والتحكم في الفترة الضوئية وطرق التحكم في الرطوبة النسبية وإضافة ثاني أكسيد الكربون. وفي هذا الجزء سوف نركز على الري والتسميد واستخداممنظمات النمو ومكافحة الافات وجدولة المحاصيل وتوقيتها وأوعية الزراعة.
الري:
برامج الري في مناطقنا الحارة تكتسب أهمية خاصة وذلك لسرعة جفاف التربة خاصة إذا كانت الزراعة في أصص. ولوضع برنامج ري ناجح لابد من معرفة كمية الري والذي تحدده عدة عوامل أهمها: نوع المحصول، عمر النبات، الفصل من السنة، نوع التربة، طريقة الزراعة (في مراقد أو في أصص)، نظام التهوية والتبريد والتدفئة في البيوت المحمية.
وأهم خطوة في برنامج الري هي تحديد موعد الري. وأفضل طريقة لمعرفة موعد الري هي الخبرة وأن كان هناك بعض الأجهزة التي تساعد على معرفة كمية الرطوبة في التربة مثل مجس الرطوبة، التنشومتر ، مكعبات بيوكوز . ولتفادي كثير من المشاكل في برنامج الري يجب الري بماء جيد. والماء الجيد هو الخالي من المواد السامة ولا تزيد الأملاح فيه عن 2 ملي موز (1280 جزء في المليون) وحموضة بين 6،7. والخطوة الأخرى المهمة في برنامج الري هي تحديد طريقة الري المناسبة
حيث توجد طرق عديدة للري أهمها:
1- الري السطحي:
ويتم إما يدوياً وهذا مكلف والري بواسطته قد يكون غير متجانس ويستعمل في حالة المساحات الصغيرة وفي حالة جفاف بعض المساحات قبل غيرها عند استعمال طرق ري أخرى. ويستعمل لذلك أباريق أو خراطيم تنتهي بوحدة واسعة بها ثقوب لتخفيف ضغط الماء حتى لا تتأثر التربة والجذور. أو أن يتم بواسطة أنابيب مثقبة ثقوب على مسافات متساوية تمتد على طول المرقد وبين خطوط النبات (شكل 12-6-1). وهناك أنواع مختلفة من هذه الأنابيب. كما يمكن أن يتم بواسطة منقطات وهناك أنوع مختلفة من هذه المنقطات واشهرها أنابيب الأسبكتة حيث يمتد أنبوب رئيس على طول المرقد أو الطاولة بين النباتات تخرج منه أنابيب صغيرة مرنة تشبه الأسبكتة تنتهي بمنقط من الرصاص .
2- الري التحتي:
في هذه الطريقة يتم ري النباتات بواسطة النشع حيث يمكن وضع الأصص على لباد يبلل بالماءعند الحاجة للري فينتقل الماء من أسفل الأصيص إلى أعلاه بواسطةالنشع . من عيوب هذه الطريقة نمو الطحالب على اللباد. كما يمكن استخدام طريقة المد والجذر وهي استخدام صواني كبيرة خاصة بعرض الطاولة أطوال مختلفة توضع بها الأصص ويضخ الماء في هذه الصواني عندالحاجة إلى الري (حالة المد) وبعد الانتهاء من عملية الري يصرفالماء بواسطة فتحات خاصة في الصينية (حالة الجذر) إلى خزان خاص يعاد منه ضخ الماء. وتمتاز هذه الطريقة عن السابقة بتغلبها على ظاهرة نمو الطحالب. وهناك طريقة الحصى حيث يمرر أنبوب الماء الذي توجد به ثقوب على طوله أسفل مرقد على شكل حرف v ويوضع فوق الأنبوب طبقة من الحصى الصغير ويوضع فوق طبقة الحصى طبقة من الرمل أو التربة حيث توضع الأصص على هذه الطبقة أو الزراعة عليها مباشرة . تكون طبقة رمل رقيقة في حالة وضع الأصص عليها وطبقة تربة سميكة سمك مناسب حسب المحصول في حالة الزراعة عليها مباشرةً.
3- الري بالرش:
وهي رش الماء بين النباتات أو على النباتات بواسطةرشاشات خاصة وتستعمل هذه الطريقةللنباتات التي يحتاج مجموعها الخضري إلى ترطيب أو رطوبة عاليةأو في بيوت التكاثر خاصة التكاثر بالعقل وبالأخص العقل الغضة. في بيوت التكاثر يستخدم عادتاً الرش بواسطة الرزاز أو الضباب. من عيوب هذه الطريقةانسداد فتحات الرشاشات بالأملاح كما أن الرطوبة الزائدة قدتسبب انتشار الأمراض. يعرف بنظام الصمامات المحيطية والثاني يعرف بنظام أوهايو للرش.
4- الري بواسطة المحاليل المغذية :
حيث تضاف العناصر الغذائية بالنسب التي يحتاجها نوع المحصول المزروع إلى الماء وتعدل الحموضة إلى المطلوب ويخلط هذا المحلول بالماء ثم يمرر على المجموع الجذري عبرأنظمة مختلفة قد تكون أنابيب أو حصى أو رمل مغسول أو وسادةمن عديد الايثيلين وغير ذلك ومن أشهر هذه المحاليل محلول هوقلند ومحلول بيتر هيدرو سول .
بعد معرفة كمية وموعد ونظام الري يمكن عمل برنامج خاص لكل محصول يعمل اتوماتيكياً والذي يمكن ربطه بنظام حاسوبي خاص يعطي الكمية المناسبة من الماء عند الحاجة لذلك.وهذه الأنظمة توفر الماء والجهد والمال وأن كانت مكلفة في البداية.
مع تحياتى
محمد كامل
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة محمد كامل ; 11-11-2012 الساعة 08:27 PM
نظراً للزراعة المكثفة داخل البيوت المحمية فيجب الاهتمام بالتسميد اهتمام خاص حيث أن أي نقص تكون له انعكاسات سيئة لا يمكن علاجها في كثيرمن الأحيان خاصة مع بعض محاصيل الزهور. ولهذا لا يستخدم التسميد العضوي هذه الأيام في البيوت المحمية حيث أن كمية العناصر الغذائية في الأسمدة العضوية ضئيلة وتحررها بطيء ومعدل تحررها غير معروف.
طرق إضافة الأسمدة:
1- الخلط مع التربة:
يخلط عادتاً الفوسفور والكالسيوم مع التربة قبل الزراعة ويوضع الفوسفور في صوره سوبر فوسفات (0:20:0) أوسوبر فوسفات ثلاثي (0:45:0) ويضاف الكالسيوم في صورة هيدركسيدكالسيوم أو كربونات كالسيوم أو كربونات الكالسيوم والمغنيسيوم أو كبريتات كالسيوم. كما يمكن إضافة العناصر الصغرى للتربة قبل الزراعة. ونظراً لعدم إمكانية احتفاظ التربة لعنصري النيتروجين والبوتاسيوم فترة طويلة فانه ينصح بوضعهما على دفعات حسب الحاجة.
2- أسمدة بطيئة الانحلال:
مثل الازموكوت وهو سماد مغلف بغشاء من البلاستك يتحرر السماد بفعل ضغط الماء. يمكث في التربة 3-12 شهر حسب مادة البلاستك وهو إما يوضع على سطح التربة أو يخلط معها. أما الماق امب (ملح فوسفات الأمونيوم المغنيسية) فيجب خلطه مع التربةحيث أن تحول الأمونيوم إلى امونيا يجعل فقدها أسرع لو وضعت فوق سطح التربة. تصبح مادة هذا السماد متاحة عند تذوب في الماء،ويمكث في التربة 4-5 اشهر. أما اليوريا فورمالدهايد تمكث في التربة3-4 اشهر ويمكن خلطها مع التربة أو توضع على سطحها وتحرر اليوريا عندما تهاجم الميكروبات غلاف البلاستك الذي يغلف السماد.
3-الأسمدة الجافة:
لا تستخدم هذه الأيام حيث تحتاج إلى عمالة كثيرة والتوزيع يكون غير متجانس والعناصر الغذائية تكون متذبذبةبين الدفعة والأخرى.
4-الأسمدة السائلة:
أكثر شيوعاً هذه الأيام وعادتاً توجد في هذه الأسمدةجميع العناصر الغذائية ما عدى الفوسفور الكالسيوم ويمكن عمل أي تركيبة من هذا السماد، فمثلاً لو كان لدينا كيلو من سماد تركيبته 10:12:8 وكيلو من سماد تركيبته 16:6:14 فأن خلط هذين السمادين يعطينا 2 كيلو سماد تركيبته 13:9:11 وخلط 2 كيلو من السمادالأخير مع واحد كيلو من السماد الأول يعطينا 3 كيلو سمادتركيبته 12:10:10 وهكذا. في هذه الطريقة يوضع السماد السائل في براميل ويؤخذ منه لتسميد النباتات أو تستخدم الأنابيب التي تزود بخلاطات تخلط مقدار معين من السماد السائل بمقدار معين من الماء حسب التركيز المطلوب. وهذه الطريقة تمد النبات بمقدار ثابت من السماد ويمكن التسميد حسب احتياج النبات.
5-رش المجموع الخضري:
بعض العناصر الغذائية يمكن أن تمتص بواسطة الأوراق مثلالزنك والنحاس والمنجنيز والحديدوالبورون والموليبدنم، لهذا يمكن رشها على النباتات. وهذه الطريقة سريعة ولكنها غير مضمونة والتحكم فيها اقل من الإضافة إلى التربة.
6-التسميد بثاني أكسيد الكربون:
عند غلق البيوت المحمية في فصل الشتاء للحفاظ على تدفئةالبيوت المحمية فأن غاز ثاني أكسيدالكربون الضروري لعملية التمثيل الضوئي يصبح محدوداً للنبات.لهذا فأن إضافة غاز ثاني أكسيد الكربون إلى البيوت المحمية قد يصبح ضرورياً خاصة إذا أغلقت البيوت المحمية لعدة أيام متواصلة. وقد وجد أن إضافة ثانيأكسيد الكربون بتركيز 300 جزء في المليون وأكثر حتى 1500زاد من إنتاجية النباتات مثل الأراولا والخس والقرنفل.والتركيزات المستخدمة في العالم هذه الأيام تتراوح بين1000-1500 جزء في المليون. وهذه التركيزات بصوره عامةتعتبر غير ضارة بالإنسان. والاستجابة لغازثاني أكسيد الكربون مرتبط بعوامل أخرى خاصة الإضاءة. هناك أنوع كثيرة من مولدات غاز ثاني أكسيد الكربون ولكن يجب استخدام الأنواع التي تعطي نقاوة عالية حيث أن الاحتراق الغيركامل يسبب إنتاج غازى الايثيلين وأول أكسيد الكربون الضارين للنبات بتركيزات 05, و 50 جزء في المليون على التوالي.
مواقع النشر (المفضلة)