أمتطي سحاب الخيال,كي أسافر وأرحل بعيداعلني أصل لدنيا الأحلام
تلك الدنيا المنشودة, تلك الدنيا الموعودة .
محطات تتلوها محطات , مكتظة بناس مختلفي الجنسيات , الكل يتسابق
للحصول على مكان .
يحلق السحاب عاليا , يمر بأجواء مختلفة , مرات رياح , ومرات شمس
حارقة , والسحاب يتأرجح بين كل هذا التغيير .
المسافرون الذين بدأوا معي الرحلة قد بدأ عددهم يقل , فعند كل محطة
كان ينزل فوج منهم , فهم قد وصلوا ما كانوا عنه يفتشون , فلكل واحد
منهم هدف وحلم معين , فدنيا الأحلام تستقبل الجميع , تفتح أبوابها على
آخرها , أو على الأقل هذا ما نسمعه , وجعلني أفكر في السفر.
نتابع الرحلة أنا ومن يزالون معي , تظهر لنا هناك محطة أخرى , يستعد
الجميع للنزول , قمت أنا مع من قام, تتسابق الأقدام , بدأ الناس بالهبوط
أسرعت الخطا , وصلت الباب , لكني فوجئت بأن الباب يوصد , أقرعه بشدة
لكن الباب ما يزال موصدا, عدت للجلوس , حلق السحاب ثانية , استمررنا
في البحث عن محطة أخرى .
طال البحث كثيرا , والسحاب يهتز , أخذ بالهبوط لم يعد يقوى المتابعة والإستمرار
فقد غلبه الريح هذه المرة,لم يعد يصمد , هبط أكثر , لامس الأرض , استقر عليها
أخذ يتناثر ويتلاشى , إلا قطعة صغيرة منه هي التي كنت أنا جالسة عليها , انتظرتها
أن تقلع بعدما هدأت الرياح ,لكن الظاهر أنها ليست بتلك القوة الكافية التي تمكنها
من التحليق عاليا فاضطررت للنزول .
التفت حولي , فوجدتني في دنيا الواقع , دنيا نائية وغريبة عن تلك التي كنت
أبحث عنها
فقد كانت رياحا قوية تلك التي رمت بقطعة السحاب الصغيرة في هذه البقعة
من أرض الواقع, واقع يتغلب حتى على الأحلام .
بعيدا هناك تتراءى لي جماعات من الناس , اقتربت منهم لأتعرف عليهم وأستقصي
أخبارهم , سألت البعض منهم فأجاب أحدهم عن لسان الآخرين , نحن مثلك , فقد
أتت بنا إلى هنا قطعة السحاب تلك التي كنت تمتطينها , فالظاهر أن دنيا الأحلام لا
تستقبل أمثالنا .
فأهلا بك معنا هنا في دنيا الواقع الذي يبدو أنه ليس لنا منه أي مفر .
بقلمي
نبيلة الوزاني
مواقع النشر (المفضلة)