حبيب عمرى أمس لم آحظ بلقياك
أمس دخل حبنا الدور الثانى وأنت لم تآت
لم آرك . لم ألقاك
أتسأل إن كان هناك خلل فى سمائك منعك
أم أنه خلل فى ذاكرتى ؟
لم تعد تتخيلك . لم تعد تحلم بك
نظرت إلى المرأة فوجدتنى
رجل آخر . رجل شيخ
عينى شاخت وفقدت بريقها
فلا يوجد من تلمع حين تراه
وشعرى شاب فقد ألوانه
حتى قلبى أضحى هرما
لا يقوى على الدقات
أما عقلى فأعتقد أنه أضحى عجوزا
لدرجة أنه لا يستطيع تذكر ملامحك
لقائك كان قصيرا جدا حبيب عمرى
لدرجة أنى لا أتذكر اليوم إلا أشباح
الأشياء لا الأشياء نفسها
فالسعادة كانت شبحا فى تلك الليلة
والضحك كان شبح
أما الزهور والغرور
واللامبالاة فقد تلاشت كما يتلاشى الدخان
كل ما كان جميلا حولنا فى تلك الليلة تبخر
حتى ذكريات تلك الليلة تبخرت
لم يعد فيها إلا ما دونته على الورق
عينى العجوز أصبحت عاجزة عن قراءة ورقى
وحبرى الأسود تمرد على عينى
لقد عاتبنى الحبر وعاتبنى الورق
والأقلام فرت منى
لا أدرى أن كان ذلك حزنا على كلماتى
أم احتجاجا عليها .
حبيب عمرى
لو تعود لى ولو فى الحلم
تنقل الشباب إلى قلبى المتوجع ألما
وتنقل البريق إلى عينى المحمرة حزنا
وتنشط ذاكرة الألوان فى شعرى
وتحى صورة ليلة عمرى من عقلى الهرم
أرى أنك لن تعود
كما ادرى أنى رغم شباب قلبى عجوز
نسيت أن أموت
أو نسى الموت أن يدق بابى
أو ربما أبى إلا يقتل الشباب فى
ويرانى عجوز المشاعر وعجوز القلب
وعجوز الذكريات
أعلم أنه لن ينصفنى
لكن رغم ضعف كل شئ فى
انا ما زلت أدعو كل ليلة
إلى أن يجمعنى الله وإياك
مواقع النشر (المفضلة)