السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
كان عليه الصلاة والسلام أعظم الناس حياءً ، لأنه أعظمهم إيماناً ،
وثمَّةَ علاقةً طردية مترابطةً بين الحياء والإيمان ، فالحياء والإيمان قُرِنا معاً ،
فإذا زال أحدهما زال الآخر ، الحياء والإيمان قُرِنا جميعاً ، فالذي لا يستحيي لا خير فيه ،
الذي لا يخجل لا خير فيه ، الوقح لا خير فيه ، الذي لا يبالي بسلامة سمعته لا خير فيه ،
فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ)) . [ الترمذي ـ أحمد ]
فالمؤمن حيي ففي رواية البخاري في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ...
((وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ)) فمن شدة حيائه فهو يستحيي أن يواجه الناس بأخطائهم،
فإذا تجاوز إنسان حدَّه معه او فعل إنسان نقيصةً أمامه عرفنا ذلك من وجهه .
و روى أَبُو قَتَادَةَ بُنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيُّ
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ)) .
[ البخاري ـ مسلم ـ النسائي ـ أحمد ـ مالك ]
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتِ : ((اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَأَنَا مَعَهُ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ سَمِعْتُ ضَحِكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ فِيهِ مَا قُلْتَ ثُمَّ لَمْ تَنْشَبْ أَنْ ضَحِكْتَ مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنِ اتَّقَاهُ النَّاسُ لِشَرِّهِ)) .
[متفق عليه ، واللفظ لمالك ]
فالحياء أيها الإخوة خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير ،
فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ،
قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)) .
[ الترمذي ـ أحمد ]
اسال الله ان يزيننا بالحياء فمن علامات قيام الساعة أن النخوة ترفع من رؤوس الرجال ،
وأن الحياء يذهب من وجوه النساء ، وأن الرحمة تنزع من قلوب الأمراء
فهذه من علامات آخر الزمان نسال الله العافية.
مواقع النشر (المفضلة)