وبالرجوع إلى كتب التوثيق يظهر أن أولى بواكير فن "الملحون" ظهرت في "العهد الموحدي" خلال القرن السابع الهجري.


كما عرف في "العصر السعدي" تطورًا مهمًّا قبل أن يصل إلى درجة التألُّق والتطور في نهاية القرن 19، حيث انتشر بشكل واسع بين الطبقات، وطغى على مضمونه الطابع الديني قبل أن يطرق أبواب مواضيع أخرى استهلها بالطبيعة وختمها بالغزل.

ومع الزمن زاد اهتمام المغاربة به، خاصة في: فاس، وسلا، ومكناس، ومراكش، على مراحل متباعدة تأثر خلالها بعوامل عدة مشكلاً ما يشبه ديوان المغاربة وسجل حضارتهم بكبر معانيه، وعمق أفكاره، وقيمة الفوائد المبثوثة في شعره، وتنوع بنائه وبحوره، واتساعه في الزمان والمكان.


وعبر تلك العصور انتقل أداء "القصيدة الملحونية" من مجرد السرد في المساجد والزوايا، إلى اعتماد اليد في ضبط الإيقاع أو ما يسمى بـ"التوساد"، وقد توسد الأداء في البداية بآلة "التعريجة" أو "لكوال"، واتسع نطاق الآلات فيه بما يقتضيه التنوع بين الأقسام وأجزائها.

لقد استطاع فن الملحون غزو الساحة الفنية بأكملها بعد أن كان مقتصرا على مدن بعينها مثل تارودانت، مراكش، فاس، مكناس، سلا، و التي شكَّلت منبعا للملحون بما أتت به من رواد أبدعوا في هذا الفن الأصيل الذي يعتمد على الكلام الدارِجي الموزون، أمثال الحسين التولالي، عبد الكريم كَنون، محمد اسويطة، الحسين غَزالي، الحاج محمد بنسعيد، محمد برحال، عبد الله الرمضاني و سعيد كَنون.


شكرا لك عبير على الموضوع