لم يكن عبد الناصر او السادات الا مصريين وطنيين عقلا ودما
ولكن اختلفا فى كيفية اتخاذ وتنفيذ القرار وايضا فى النظرة المستقبلية
وكلاهما له تاريخ فى النضال الوطنى الا ان السادات ذاد عن عبد الناصر جزءا
بسيطا حيث انه تعرض للاعتقال والسجن والتخفى والهروب مما اكسبه صفة هامه
وهى الجراة وحنكة الحوار وفهم الاخرين .
اراد عبد الناصر ان يكون زعيما قوميا فسلك مسلكا تسبب فى عداوة معظم الملوك والامراء
له ولمصر وكان اكثر خلاف حدث بينه وبين الملك سعود ملك السعودية وعبد الله ملك الاردن
ووصلت الامور للسب فى وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعه ( لم يكن هناك تليفزيون )
لشوقه للزعامة اقحم مصر فى حرب اليمن التى جرت عليها خسائر جمة واتبعتها نكسة 1967
يكفى ذكر ان اقوى فرقة بالجيش المصرى وقتها ابيدت عن اخرها بجبال اليمن ( الفرقة الرابعة )
ثم كانت نكسة 1967 والقطيعة مع السعودية ومعظم دول الخليج والمغرب
بعد قيام الثورة بسنوات قليلة سادت الاعتقالات والسجون بدون محاكمات وزوار الفجر وهتك اعراض
البيوت ليلا من رجال عبد الناصر
بدء مسلسل الفساد بمصر بانشاء الحزب الواحد هيئة التحرير ثم الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى
ثانشاء مجلس الامة مع بدعة الـ 50%عمال وفلاحين ثم التحول الى مجلس الشعب ويتم
تعيين رئيسه من النظام ، مسميات متتالية لشىء واحد ونفس الافراد وكانت النتيجة شيوع الانتقامات والحقد
مما تسبب فى قصص مخزية فى تعاملهم مع فئات الشعب شوهدت فى كثير من الافلام السينمائية
من عيوب عبد الناصر انه كان يدافع باستماته عن صديقه حتى لو كان مقصرا ويتضح هذا من علاقته
بالمشير عامر بعد النكسة وانتهت حياة الزعيم عبد الناصر بنكسة 1967 وتلاها مؤتمر اللاءات بالخرطوم
وطينته لاشك فيها وانتمائه لبلده لاشك فيه ولكن التصرفات مع الاخرين لم تكن مدروسه ولكنها دائما تأتى من
منطلق الزعامة
لم يكن فى لحظة اى لحظة خائنا لبلده او مقصرا فى حق وطنه ولكن نشأت طبقة مقربة منه جدا نالت رضاؤه
وتصرفوا مع الشعب برغباتهم واهوائهم كما يدث لنا فى هذا الوقت
عندما مات فى 1970 كل مصر اعتبر ان ابوه هو الذى مات لحبنا له كاول مصرى يرأس مصر
ودائما لاتظر سلبيات اى رئيس عربى الا بعد موته هذه هى سنة الحياة فى الدول التى لايترك كرسى الرئاسة
الا بالموت او الموت هذا اولا
اما ثانيا فلأن جميع الصحف مايسمى قومى او معارض ليس لديها احاديث غير المديح والغزل فى رئيس الدولة
ويحضرنى الان خبرا قرأته فى جريدة مصرية ثانى يوم لوفاة الزعيم وكنت وقتها طالبا بكلية زراعة القاهرة والمظاهرات
تجوب الشوارع حزنا على موت الزعيم والخبر يقول
" مات الزعيم فقيرا ، مات الزعيم ولم يكن بجيبه سوى سبعة جنيهات " وقتها المصريون كانوا يبكون على فقر الزعيم
وبعد ان ذهب الحزن وفكرنا فى ما هو مكتوب ضحك الجميع من تلك البلاهة فى الكتابه والكل قال
هو رئيس الجمهورية بيشيل فى جيبه فلوس ليه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هيشترى ساندوتش ولا هيركب اتوبيس
هذا بعض مما عاصرناه فترة حياة الزعيم جمال عبد الناصر رحمة الله عليه
ورغم فقره هذا وجدنا بعد وفاته غير ذلك مع اولاده وبناته
وربنا هو المطلع
وعلى موعد باستكمال الموضوع