للحياة سوق كبير
به شوارع وأزقة ودروب

في كل شارع متاجر تعرض بضائع براقة للعين مغرية للنفس

لكنها مغشوشة النسيج

يتهافت عليها الناس يدفعون فيها النفيس
بها يتباهى أثرياء القوم ، يتسارعون إليها وعليها يتنافسون
لكنها مع الأيام تبهت ألوانها ويخبو بريقها
لكن بما أنهم أغنياء المال وليس النفس
يرتادون السوق مرة تلو الأخرى
فقد احتلت بضائع جديدة مكان القديمة
فيقتنون ويدفعون ويتباهون
وهكذا يروج السوق وترتفع معدلات قيمة مغشوش البضائع

هناك في سوق الحياة أيضا دروب
دروب صغيرة ضيقة
هذه لا تحظى بزيارة الأغنياء والعلية
فهي لا تسترعي انتباهم
يكون غالب المعتادين عليها بسطاء القوم
حتى أصحاب المتاجر بها من البسطاء
في دكانينهم هم أيضا بضائع
بضائع خالية من نسيج دخيل
يستعملها صاحبها قبل عرضها للبيع
ليثبت أن جودتها لن تبلى، فهي من الجيد المتين
فيقتنيها أناس بأبسط الأسعار ويقنع بائعها بما ربح وبات ليلته مرتاح البال
فهم اعتادوا عليها ،تيقنوا من صلابة نسيجها ومن تماسك خيوطه
فهم ليسوا بحاجة لارتياد السوق كثيرا
لأنهم متيقنون من جودة الصائغ والمصوغ.

وهكذا فإن سوق الحياة مفتوح للجميع
فأي الدكاكين نختار وفي أي درب أوشارع نكون؟.


انتقاء ذكي أختي بشرى
بداية جميلة موفقة

دمت بعطر الياسمين