مدينة تقع على الشريط الجنوبي لجبال الريف موجودة على الطريق الرابطة بين تطوان و فاس سكانها يتزاوج 70000 نسمة.
إن تاريخ تأسيس مدينة وزان غير مدقق وغامض وهدا بسبب غياب مراجع تاريخية يمكن الإستناء إليها وحول نشأة المدينة لكن هناك ثلاث روايات.
أ – الرواية الأولى: وهي شفوية ومفادها أن مدينة وزان نشأت في العهد الروماني . والدليل علي هدا أن كلمة وزان هي اسم ولي عهد أحد أباطرة الرومان.وتضيف الرواية أن وزان كانت تقع على الطريق التجارية بين مدينة طنجة و مدينة وليلي .
ب – الرواية الثانية: وقد وردت في كتاب "الروض المنيف" حيت أشار صاحب الكتاب أن مأدنة المسجد الأعظم بوزان هي في الأصل من الوضع الفاتح لشمال إفريقيا موسى بن نصير ، وهدا في عهد بني أمية، الشيء الذي يدل على أن المدينة كانت قائمة في دلك الوقت ، ويستنتج من هده الرواية أن المدينة نشأت في العهد الأموي .
ج – الروية الثالثة: جاء في كتاب "دعامة اليقين لمؤلفه أبى القاسم العزفي (ت633ه)، مفادها أن أبا طاهر أحد مريدي الشيخ سيدي أبي يعزي يلنور(المعروف بمولاي بوعزة ) كان خطيب بمسجد وزان وهدا في القرن السادس الهجري. كل هده الراويات، الشفاهية منها والكتابية، تدل دلالة جلية على أن الجذور التاريخية لمدينة وزان موغلة في القديم، إلا أن التحديد الدقيق لتاريخ تأسيس هده المدنية مازال غامضا لندرة الوثائق و المخطوطات التي لم يكشف عنها النقاب بعد .
إلا أن الراجح و الأكيد هو أن مدينة وزان دخلت التاريخ بحلول المولي الصالح مولاي عبد الله الشريف بها المتوفى سنة1678 ميلادية/1089هجرية. وقد أسس بها زاوية صوفية شادلية عرفت بالزاوية الو زانية ، وابتدءا من هده اللحظة التاريخية أخذت المدينة تعرف اتساعا حضاريا و علميا وثقافيا بموازاة مع الشهرة المتنامية للزاوية الو زانية. وقد اتسعت هده الشهرة وطالت، بالإضافة إلى جهات كثير بالمغرب ، معظم بقاع العالم الإسلامي وخاصة الإفريقية منها والأسيوية . وبفضل هده الشهرة أصبحت مدينة وزان منارة للعلم ومحجبة لمريدي المعرفة.والدليل على هدا ما تشمله خزينة المسجد الأعظم من مخطوطات ومؤلفات مهمة في علوم مختلفة وفنون معرفية متنوعة والتي يرجع الفضل في تأسيسها إلى شيوخ الزاوية أنفسهم الدين جمعوا بين علوم الشريعة والحقيقة: ابتداء من مولاي عبد الله الشريف المؤسس إلى حفيده مولاي علي بن أحمد وأنجاله . هدا بالإضافة إلى العدد الغفير للعلماء و المريدين الدين تربو في حضن الزاوية الو زانية ونهلوا من حياضها وتتلمذوا على شيوخها، فتوزعوا في كثير من الأقطار، ونزلوا في عدد كبير من الأمصار، كما تتحدث بدلك كتب التراجم والأخبار ، ومن بين هؤلاء الأعلام نذكر: أبو محمد عبد الله بن الحسن الجنوي(ت1200هـ) دفين بمدينة مراكش / والشيخ الفقيه محمد الرهوني ( ت1230هـ) دفين وزان والفقيه المالكي بن الخضر الوزاني(1342هـ)دفبن فاس و أخوه العلامة الفقيه سيدي عبد الله بن محمد بن الخضر الوزاني(1360هـ) دفين بوزان.
مواقع النشر (المفضلة)