أستاذى الفاضل الدكتور محمد
هل لو عاد بك الزمان إلى الوراء و رجعت صغير السن و بدأت ترسم حياتك
من جديد هل كنت ستسير على نفس الدرب أم كان هناك تطلعات أخرى قد حرمت منها
وكنت تتمنى الوصول إليها فى مجال مختلف ليتك تحدثنا عن ذلك
تقبل تحياتى
د ربيع
اخى الحبيب د/ ربيع
الحق اقول لسيادتك اننى فى شبابى كنت مولعا بكلية الشرطة
وفعلا تقدمت لها واجتزت جميع الاختبارات حتى الهيئة نجحت فيه
ولكن فى هذه السنة بالذات 1968 تم عمل مكتب تنسيق داخلى
للناجحين فى اختبار الهيئة والكلية كانت محتاجه 500 طالب
وكان ترتيبى فى التنسيق 649 لذلك سحبت اوراقى ودخلت زراعة
احببت الشرطة يمكن لان والدى وجدى كانوا عمد وكنت دايما
بحتك بالرتب العالية وكنت اجد فى نفسى انى مثال للانضباط
واحافظ على الحق
وقدر الله وماشاء فعل
اول مادخلت كلية زراعة وفى اول محاضرة وكانت فى مادة
تقسيم النبات تمنيت ان اكون فى يوم من الايام مثل الدكتور
الذى يقف امامى فى المدرج ( مدرج الدكتور حشاد ) بزراعة القاهرة
والحمد والمنة لله ان حقق حلمى
سيدى الفاضل
هل لو عاد بك الزمن الى الماضى
هل ستختار السيده الفاضله شريكة حياتك لك أيضا ؟ ولماذا ؟
مليون نعم
لانى لو فنيت عمرى لخدمتها لن اوفيها عشر حقوقها
لما قدمته لى من :
طاعة متفانية
حنان دائم
حب اصيل بلا غيرة او تصنع
وطبعا حجات كتيره يمكن مقدرشى اقولها
المهم انها سيدة اصيلة بكل المعانى
والاهم انها سيدة منسبة من نسل
على بن ابى طالب والسيدة فاطمة الزهراء
رضى الله عنهم
ما رايك يادكتور بشباب القرن الواحد والعشرون وهل هم مثل شباب الستينيات بما انك عشت هذة الفترة
هناك اختلاف شاسع بينهما
اولا : ان شباب الخمسينات والستينات نشؤوا فى ظل حياة ملكية واحتلال اجنبى
فكان كل املهم واحلامهم هو الخلاص من الاحتلال والملكية
وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كانت فرحة الشباب بلاحدود لكون
مصر بدء يحكمها اول مصرى اى كان نوعه عسكرى او مدنى عندهم سواء
ثانيا : ان شباب الخمسينات والستينات كان بالقلة فى العدد مع عدم وجود التقنيات الحديثة
فى المواصلات والاتصلات والموجودة اليوم
فعدد سكان مصر وقتها كان لايتجاوز الـ 25 مليون او اقل وكانت التليفونات لاتوجد الا
فى دوار العمدة وكانت السيارات لاتوجد الا لدى الشخص الاقطاعى بمعنى انه كانت توجد
سيارة او اتنين او اكثر بقليل جدا فى المحافظة اضف الى ذلك ان القطارات كانت مما تسير
بوقود الفحم يعنى سلحفاه
رابعا : لم يكن التعليم منتشرا وعاما وكان معظم الشباب يعملون فى الحقول فى الزراعة
خامسا : لم يكن هناك اى اتصال بين شباب مصر واقرانهم من العالم الخارجى الا مايسمعه فى الاذاعة
ولم يكن التليفزيزون قد دخل مصر
لذلك فان المقارنة لن تكون عادلة بين الفئتين
فاليوم مثلا عندما يريد الشباب اقامة مظاهرة مليونية ، تتم خلال ساعتين او ثلاثة عن طريق الموبايل
والمواصلات السريعة من قطارات وسيارات اجرة وسيارات خاصة
وكذلك زيادة الوعى بالاحتكاك بالعالم الخارجى عن طريق النت وايضا كثرة سفر الشباب للخارج سواء
للدراسة او للعمل
كل هذه مقومات تبطل المقارنة بين الفئتين
ولكن المهم ان كلاهما وطنى بمعنى الكلمة
فالصنف الاول كان كل حلمه ان تتحرر بلده من الاحتلال والملكية وعندما قام الجيش بالثورة التفوا حوله
وناصروه واعتبروه المنقذ الوحيد لرخاء الوطن
والصنف الثانى لما شاهد بام عينة الفساد الذى استشرى فى قمم النظام وما آل اليه احتقار المواطن المصرى
داخل وخارج وطنه وما ألت اليه موارد الوطن التى هى حقه وماحدث لفئة ضالة قليلة من ثراء وحشى وزيادة
اعداد العاطلين يوما بعد يوم واختراق اجهزة الرقابة بالدولة والتى هى قد وجدت لتحمى المواطن وموارد الوطن
فكان لابد ان ينهض الشعب ( شبابه ) بتلك الثورة المباركة
هذا مجرد راى شخصى
الحق اقول
ان حياتى كانت مقيدة نسبيا بمعنى ان صداقاتى كانت محدودة وليست عامه
بمعنى اوضح ان اى زميل لايصبح صديقا لى الا اذا كان من اصحاب السلوك السوى
ولايدخل بيتى الا كل من كان سلوكه سويا سواء فى بيته او فى الشارع
والاهم من ذلك ان معظم وقت فراغى بعد مذاكرتى كنت اقضيه بجوار والدى رحمه الله فى
مجلسه مع الكبار بالقرية او مع قيادات سياسية او ادارية
وهذا السلوك قد اثقل فكرى بحب وطنى والإتزان فى التعامل مع الاخرين واضاف لشخصيتى
الجرأة فى الحديث وعدم الخوف من أى شخص كان منصبه ليقينى الاصيل بان الله فوق الجميع
واتذكر الان حادثة بسيطة حدثت لى مع والدى رحمة الله عليه
بعد نكسة يونيو 1967 وكنت وقتها فى الثانوية العامة ، اول ما ذيع عن قيام الحرب القيت بكتبى جانبا
وذهبت للمقاومة الشعبية ، لم يمنعنى والدى ولكنه اوحى لبعض اصدقائه ان يكلمونى ان اذاكر وان اخى
الاكبر مجند فى الجيش فلم استمع لهم وذهبت وطبعا كان الاعلام بتاعنا خايب ، كانت بلدنا بتحتل وهو
عمال يصدر بيانات باعداد الطائرات التى اسقطناها ونحن نهلل الى ان ظهرت الطامة الحقيقة وجاءت النكسة
وطبعا فى هذه السنه نجحت بعد استئناف الدراسة لكن لم احصل على مجموع يؤهلنى للالتحاق بالجامعه
فتم اعادة الثانوية للسنة التاليه
حادثة اخرى
كان لى اصدقاء وزملاء بالقريه وكنا نذاكر سويا سواء فى بيتنا او بيتهم
وفى يوم من الايام بعد النكسة كنا جميعا فى البيت عندى نتناول الفطور سويا وكان من ضمن الزملاء زميل
كان عاقا لوالديه وكان والده دائم الشكوى منه
هذا الزميل رحمه الله كان يتناول الفطور معنا ، واثناء ذلك دخل والدى علينا فقمنا جميعا وسلم علينا ثم ذهب وتركنا
نكمل فطورنا وبعد ان انصرف جميع الزملاء طلبنى ابى فذهبت اليه وفوجئت بهذا القول لى :-
" اسمع يا ابنى اى زميل لك او صديق ممكن يذاكر معاك ويبات مكاك وياكل ويشرب معاك الا فلان "
وطبعا يقصد الزميل العاق لولديه
وطبيعيا لايمكن لى ان اواجه هذا الزميل واقوله له مش تيجى تانى عندى
فلجأت الى زملائى واخبرتهم بما حدث من ابى ورجوتهم ان يساعدونى فى ذلك حتى لاأغضب والدى وايضا
لاأجرح شعور زميلى وقد كان ماأردت منهم ولم يدخل هذا الزميل بيتى بعد تلك الحادثة
والحمد لله اننى نشأت هذه النشأة
التعديل الأخير تم بواسطة د. محمد سعيد عيسى ; 18-02-2011 الساعة 05:17 PM
مواقع النشر (المفضلة)