الوراثة الخلوية هي أحد الأفرع الحديثة للعلوم البيولوجية ، و هي تختص بدراسة العلاقات بين علمي الخلية و الوراثة ، اللذان يعدان متداخلان إلى حد كبير لأن الكروموسومات ، و هي إحدى المكونات الأساسية للخلية ، هي التي تحمل العوامل الوراثية ، و أي تغيرات تحدث في الكروموسومات تنعكس على الخصائص الوراثية للنسل الناتج .
الكروموسومات The Chromosomes les chromosomes
استخدم لفظ "" كروموسوم "" لأول مرة بواسطة والديير عام 1888 م للدلالة على بعض مكونات الأنوية ، و إن كانت هذه المكونات أو الأجسام سبق اكتشافها قبل ذلك بأربعين عاما بواسطة هوفما يستر .
و يمكن تعريف الكرموسوم بأنه تركيب نووي له خواص و مميزات و وظائف محدودة . و يتميز الكروموسوم أيضا بالقدرة على التكاثر الذاتي مع الاحتفاظ بخواصه المورفولوجية و الفسيولوجية خلال مروره في أطوار الانقسام الخلوية المتتابعة .
و تعتبر الكروموسومات الأدوات الرئيسية في حمل و نقل العوامل الوراثية أو الجينات Genes ، و من ثم حظيت باهتمام بالغ النظر للدور الرئيسي الذي تلعبه في الوراثة و التكاثر و التباين و الطفرات ، …. و غيرها
لا تشاهد الكروموسومات بوضوح إلا أثناء انقسام الخلية ، و يختلف عددها في الكائنات المختلفة ، إلا أنه ثابت لكل نوع من أنواع الكائنات الحية ، و أقل الكائنات الحية عددا في كروموسوماتها هي دودة أسكارس ميجالوسيفالا ، التي لها كروموسومان اثنان فقط في كل خلية من خلاياها ، ببنما هناك أنوع يصل فيها عدد الكروموسومات إلى ما يقرب من 300 كروموسوم في كل خلية ، مثلما في بعض الأوليات ،
و توجد الكروموسومات في الخلية أزواجا ، أي في مجموعات مزدوجة Diploid Sets ، و العدد المزدوج للكروموسومات Diploid Number في الإنسان مثلا هو 46 كروموسوما ، و هذا يعني أن كل خلية جسمية من خلايا جسم الإنسان تحتوي على 46 كروموسوما تسمى بالكروموسومات الجسمية Somatic Chromosomes ، و يشار إلى هذا العدد أو هذه المجموعة بالرمز (( 2 ن )) (( 2n )) و يقال حينهاأنه في الإنسان 2ن = 46 كروموسوما .
و تتكون كل مجموعة مزدوجة من مجموعتين فرديتين 2Haplid Sets و يرمز لكل واحدة منها بالرمز (( ن )) (( n )) ، و على ذلك فإنه في الإنسان ن = 23 كروموسوما .
و تكون المجموعتان الفرديتان متماثلتين تماما ، أي أن كل كروموسوم في إحدى المجموعتين يقابله كروموسوم مماثل له تماما من كل الوجوه في المجموعة الأخرى ، و يعرف الإثنان باسم الكروموسومان المتماثلان Homologous Chromomsomes .
و يحدث أثناء انقسام بعض الخلايا لتكوين الأمشاج أن ينفصل كل كروموسومين متماثلين عن بعضهما البعض ، فينتقل أحدهما إلى أحد المشيجين المتكونين ، و ينتقل المشيج الأخر إلى مشيج آخر ، و معنى ذلك أن كل مشيج ( سواء كان حيونا منويا أو بويضة ) يحتوي على مجموعة فردية واحدة
من الكروموسومات تعرف بالكروموسومات المشيجية Gametic Chromosomes ، و عددها 23 كروموسوم في حالة الإنسان ، و أثناء عملية الإخصاب التي تتم بعد ذلك بين الحيوان المنوي و البويضة ، تندمج المجموعتان الفرديتان من الكروموسومات لهما معا في خلية واحدة هي البويضة المخصبة أو الزيجوت الذي يصبح محتويا على العدد المزدوج من الكروموسومات . و ينمو الزيجوت إلى جنين تحتوي كل خلية من خلاياه على مجموعة مزدوجة مماثلة من الكروموسومات و هي 46 كروموسوما في حالة الإنسان ، و هكذا فإن نصف المجموعة المزدوجة الموجودة في خلايا أي فرد مرجعه أساسا إلى الأب و النصف الآخر إلى الأم ، و تعرف المجموعة الأولى بالكروموسومات الأبوية Paternal Chromosomes ، و هي التي كانت في الحيوان المنوي ، و تعرف الأخرى بالكروموسومات الأموية Maternal Chromosomes ، و هي التي كانت في البويضة قبل عملية الإخصاب .
حجم الكروموسوم ثابت نسبيا لأي نوع من أنواع الكائنات الحية و يعتبر عنصرا هاما للتمييز بين أنواع الكروموسومات المختلفة ، و يتراوح طول الكروموسوم بين 0.2 – 50 ميكرون ، و قطره بين 0.2 – 2 ميكرون ، و في حالة الإنسان بالذات يتراوح طوله بين 4-6 ميكرونات .
و أفضل مرحلة لفحص و دراسة الكروموسومات هي مرحلة الانقسام المعروفة باسم المرحلة الاستوائية ، ففي هذه المرحلة يظهر الكروموسوم على هيئة جسم اسطواني به عدد من الاختناقات أهمها الاختناق الابتدائي Primary Constriction المعروف باسم السنترومير أو القطعة المركزية Centromere و هي منطقة رائقة من الكروموسوم بها حبيبة أو كرية صغيرة ، و لها أهمية خاصة في حركة الكروموسومات .
و بالإضافة إلى هذا الاختناق يوجد بعض الاختناقات الثانوية Secondary Constrictions يعتبر عددها مميزا للكروموسومات المختلفة .
و يوجد بالكروموسوم أيضا جزء آخر هام يعرف بالتابع Satellite ، الذي قد يكون مستديرا أو مستطيلا ، و هو يقع عند إحدى نهايتي الكروموسوم و يربطه ببقية الكروموسومات خيط كروماتيني رقيق . و تؤخذ أبعاد التابع في الاعتبار عند التمييز بين الكروموسومات المختلفة .
و توجد من الكروموسومات ثلاثة أنواع رئيسة هي :-
1. الكروموسوم طرفي السنترومير Acrocentric Chromosome
و هو يبدو كعصاة مستقيمة ، يوجد السنترومير بالقرب من إحدى نهايتيها ، و بالتالي ينظر إليه على أن له ذراعا واحدة .
2. الكروموسوم غير متساوي الذراعين Submrtacentric Chromosome
و هذا يبدو على شكل حرف L أي ذو ذراعين غير متساويين في الطول ، و يوجد السنترومير عند نقطة التقائهما .
3. الكروموسوم متساوي الذراعين Metacentric Chromosome
و هذا يبدو على شكل حرف V و له ذراعان متساويان ، و يوجد السنترومير عند نقطة التقائهما .
و للكروموسومات الموجودة في أي خلية من نوعين ، كروموسومات ذاتية Autosomes و كروموسومات جنسية Sex Chromosomes ، و يوجد عادة كروموسومان جنسيان فقط في كل خلية ، و قد يكونا متماثلين و يشار إليهما بالرمز XX ، أو غير متماثلين XY ، أو قد يغيب أحدهما و يشار إلى هذه الحالة بالرمز XO .
و لا يظهر جسم بار Barr Body إلا في الخلايا التي تحتوي على كروموسومين XX ، ففي الإنسان لا يظهر جسم بار في الخلايال المحتوية على X واحدة كما في الذكر العادي ، لكن الذكور الذين يعانون من عرض كلينفلتر XXY يظهر هذا الجسم في خلاياهم . ، و الإناث التي تعاني من عرض تيرنر X لا يظهر جسم بار في خلاياها .، أما الإناث الشاذة XXX فيظهر في خلاياها جسمين بار .
وهده صورة للكروموسوم
نقص في عدد الكروموسومات الطبيعي او زيادة في العدد تؤدي الى امراض او تشوهات
الأخت الفاضلة سوما
جميل الموضوع الذى اختارتيه و فعلا معلومات جميلة و مفيدة
و أضيف لك أن هناك عملية تسمى
الإرتباط و العبور Linkage and Crossing
العبور هو عبارة عن ارتباط غير تام ينتج عنه تغير فى الصفات الوراثية ولكن بنسب محدودة.
قد يحدث أحيانا اكثر من عبور واحد على نفس الصبغى .
هناك علاقة طردية بين نسبة العبور والمسافة بين الجينات على الصبغى أي كلما نقصت المسافة بين الجينات المرتبطة قلت نسبة العبور والعكس صحيح .
لو حدث العبور بين كروماتيدين بهما نفس الجينات السائدة أو الجينات المتنحية كما فى الأفراد النقية – فلا يترتب على ذلك العبور أى تغير فى النسب الناتجة .
* أهمية العبور : تتمثل فى
1-يعمل على زيادة فرص التنوع فى الصفات الوراثية بين أفراد النوع الواحد مما يساعد على بقائها وتطورها .
2- يفيد فى عمل الخرائط الصبغية أو الوراثة ( Genetic maps).
أنظرى معى إلى هذه الصورة و كيف تنتقل الصفات من كروموسوم إلى أخر
هذا هو الارتباط و العبور و تغيير الصفات الوراثية للفرد الجديد
مواقع النشر (المفضلة)