كيف يحفظ النبات نوعه


ومن آيات الله قدرة النبات على حفظ نوعه فالثمار ، وهي أوعية غذائية لحفظ البذور ، مزودة بزوائد تساعده على انتشارها من مكان لآخر بعوامل عدة . فبذور النباتات الصحراوية التي تحملها الرياح ، ذات حجم صغير ملساء ثم ليسهل نقلها بالهواء كالخشخاش و المثور ، و قد تنمو عليها شعيرات لتخفف وزنها كالديميا أو تنمو عليها زوائد كالأجنحة كما في نبات الجكارند و الحميض .


و لبذور النباتات المائية زوائد تساعدها على العوم في الماء ، و جذر سميك تحفظها من التعفن .


و هناك أنواع من البذور ذات لون جذاب أو مذاق حلو ن لتغري الإنسان أو الحيوان أو الطير على نقلها و نثرها ، أو ذات خطافية لتشتبك بملابس الإنسان أو فراء الحيوان


و تغلف الثمر في النباتات ، بغلاف يلتف التفافا لولبيا بعد نضجها ، يساعد على انتشار البذور إلى مسافات بعيدة عن النبات الأصلي كالفول و البازلاء و الحندقوق ، و كالجوز الشيطاني ، الذي يقذف بذوره بصوى كالطلق الناري يسمع على بعد كبير ،


تلك هي آيات بينات ، لما زودت به النباتات من عجائب الحياة ، لتحفظ حياتها في فصائل تقرب من نصف مليون صنف ، اختلفت تراكيبها و مزاوجتها ، و معيشتها و أعمارها .


و من النبات ما يعمر أياما ، ومنه ما يعمر سنين ،ومنه ما يعمر أضعاف الإنسان ، فشجرة سروة صونا في لامبارديا ، التي يبلغ ارتفاعها 120 قدما ، و محيطها 23 قدما ، سبقت المسيح بأربعين سنة ، ومازالت قائمة .


و قد قدر عمر شجرة ، في برابورن بمقاطعة كنت ، بنحو ثلاثة آلاف سنة .


و لعل أطول عمر لشجرة هي من نوع تكسوديوم ، التي تعمر ستة آلاف سنة .


أما تاريخ النبات على الأرض ، فقد ورد في تقرير علمي في أوائل فبراير 1956 أن البروفسور ( روبرتسون ) العالم النباتي ، اكتشف في أعمال المسح الجوي الذي قامت به شركة هنتنج للأراضي الأردنية ، قطعة متحجرة لغصن شجرة قديمة موجودة في أراضي اللواء الجنوبي و أنه بعد تحليلها في معامل باريس العلمية ، أتضح أن عمر هذه الشجرة 115 مليون سنة . و قد أبدى العلماء اهتماما بهذه الظاهرة التي قد تلقي أضواء على تقدير عمر الكون ، وعلى تاريخ تسلسل الكائنات الحية ، ومدى الفارق بين كل كائن - نبات و حيوان و إنسان - فسبحان الموجود قبل الوجود ! .


( أو لم يروا إلى ألأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم . إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ).



سبحانك ربي ما أعظمك