لا شعر عندي" لعيد العشْق" ينتظر’ = ومادح’ العشْق مخذول ومنقهر’
وشاعر الصدْق في مدح بلا ملق = يغتابه الناس’ فانطفى له قمرُ
كأنه قيس’" ليلى" من جفاه’ بها = عمّ وخال،وخلاّن به غدروا
حتى ارتضى القفْر مرتاحا لعزْلته = في البيد تؤنسه الغزلان’ والحمر’
فهلْ مدائحنا في حبّ أمّتنا = أو عشْق دولتنا "مستنقع" قذر’؟
أو هلْ غدا" العشق" في أشعارنا جرما = منْ يقْترفْه بها يلْحقْ به ضرر’؟؟
كمْ جوزي الصدْق’ في ماض،وكم غصص = قدْ جرّع العصْر’ من بالحبّ قد جهروا
ومن تغنّى به وجدانهم طربا = ومن له بالولاء المحْض قد شعروا
وذاك أنّ الزمان اليوْم منقلب = يمْشي على رأْسه يحدو به البطر’
والعيْن زائغة ممّا أحاط بها = لا يستقيم’ لها من زيْغها بصر’
والناس’ ضائعة حيْرى معذّبة = معبودها المال’ لا الآداب’ والفكر’:
فلا الوفاء’ وفاء إنْ لهجْت به = ولا المكارم’ ما قدْ مجّد البشر’
ولا الفضائل’ ظلّتْ مثلما عرفوا = ولا الرذائل ما منْ لؤمه نفروا
هذا الزمان زمان الغدْر..لا قيم = فيه،ولا مثل يسمو لها نظر’
فاعجبْ لأمّتنا الغرّاء قدْ مسختْ = وغيّرتْ حالها – من حوْلها-غير’
واجتثّها "الغيْر’"من أصْل ،وخلّفها = كما يقطّع’ من جذْر له الشجر’..
يا أمّة ضحكتْ من حالها أمم = إذْ عوّض الوجه منها في الورى الدبر’
هلاّ رجعت إلى أصل سموْت به = وأنت فيه بآفاق الدنى قمر’؟
يا من جحدْت أصولا منك ثابتة = في الدهْر رسّخها تاريخك العطر’
لا تنْكري اليوْم ما خلّدْت من قيم = ممّا به العالم الذّوّاق منْبهر’
ولا يغرّك غرْب لا أصول له = فما بناه بلا أسّ سيندثر’
ولا بقاء سوى للروح طاهرة = للحبّ تسْبح’ في علْياء "من طهروا"
أمّا سواها ففان،لا خلود له = ولن يطيل مكوثا بعده أثر’ .
مواقع النشر (المفضلة)