أثناء علاقته بفرانسوا دخل بيكاسو في علاقة جديدة مع جينفييف لابورت والتي كانت تصغره بحوالى خمسة وأربعين عاماً وهو فارق عمرى أكبر من الفارق بين عمره وعمر فرانسوا، واستمرت هذه العلاقة ثلاثة سنوات منها ستة أسابيع ظلت علاقته فيها فرانسوا قائمة. وفى هذه الفترة، وكما يبدو من أعمال بيكاسو، بدأ بيكاسو في التصالح مع سنه المتقدمة وبدأ انجذابه للشابات يتراجع. وفى السبعينيات من عمره، بدأت العديد من أعماله سواء بالحبر أو الطباعة في استعادة موضوعات قديمة، مثل أقزام مشوهة من صورة سيدة جميلة شابة لمحبى طراز الرسم بالنقط.
بعدها تعرّف بيكاسو على جاكلين روك والتي كانت تعمل بصناعة الفخار في الريفيرا الفرنسية حيث كان يرسم بيكاسو هناك على السيراميك، وقد أصبحت جاكلين فيما بعد حبيبته ثم زوجته في عام 1961 والتي استمرت معه حتى وفاته. كان زواج بيكاسو من جاكلين بمثابة انتقاماً له من فرانسوا غيلوت التي كانت قد طُلقت من زوجها لوك سيمون لسعيها للزواج من بيكاسو لتأمين حقوق أبنائها كورثة شرعيين لبيكاسو فيما بعد. ولكن بعدما تقدمت غيلوت لطلب الطلاق من لوك، كان بيكاسو قد تزوج سراً من جاكلين، الأمر الذي جعل علاقته بأبنائه كلود وبالوما متوترة إلى حد كبير. قبل هذا الوقت كان بيكاسو قد شيّد منزلاً كبيراً على الطراز القوطى، وتم منحه فيلات كبيرة في جنوب فرنسا، فقد أصبح بيكاسو من مشاهير العالم حيث أصبح الاهتمام كبيراً بحياته الشخصية تماماً مثل الاهتمام بفنه.
بالإضافة إلى إنجازاته الفنية، كان له ظهور بسيط في بعض الأفلام التي كان يظهر فيها كبيكاسو نفسه، منها "وصية أورفيوس" للمخرج الفرنسي جان كوكتو عام 1960، كما ساعد في فيلم "لغز بيكاسو" عام 1956 للمخرج هنرى جورج كلوزو.
وفاته توفي بيكاسو في 8 أبريل عام 1973 في موجان بفرنسا أثناء عشائه مع زوجته جاكلين وبعض أصدقائهما، وكانت كلماته الأخيرة "اشرب لى، اشرب لصحتى، فأنت تعرف أنه لا يمكننى الشرب أكثر من ذلك". دُفن بيكاسو في شاتو بالقرب من مقاطعة أيكس إن في قطعة أرض كان قد تم منحها له عام 1958 ثم انتقل للعيش فيها مع جاكلين منذ عام 1959 حتى 1962. وقد منعت جاكلين ابنيه كلود وبالوما من حضور جنازة أبيهما، وعاشت من بعدها جاكلين وحيدة ومُحطمة حتى أطلقت علي نفسها الرصاص عام 1985 وماتت عن عمر يناهز الـ 59 عاماً.