نفتقدك أيها الأخضر المنتظر
الذي انتفضت لأجله الأزهار
انقلب خريف دمع
أتى زمهرير ضياع
ضباب جاثم لا يريد الظَّعْن
غيَّر وِجهة الشذا
إلى وجَعٍ غير معلوم
هاجرهُ صداه
ساحباً الفراشات والعصافير
سالِباًً بهجة المروج
انكفأ الورد يرثي عطره
الحدائق تبكي لونها الأخضر
عزَّعلى الطيور رحيلها قسراً
صامَتْ عن التغريد
اختنقت بأسراب الدخان
هاجرتْ هناك بعيدا
علّها تجد لها بعض صدى
علّها تستطيع استعادة البسمات
المقرُّ محترق
و المصيرُ غريق
و الربيع طفلٌ تاه في درب الأنين
طريق البحث عنه طويل
أشواكٌ تُدْمي .. أسلاك شائكة
دربٌ مُلتوٍ متعثّر
أيها الربيع المفقود
تمنَّيناك اسما على مسمّى
كأحلامنا
في خيالنا والذكريات
تعيش
ككلِّ شيء جميل دافئ
أصبحت من الماضي الأوْثَر
الصمت هو ذلك الجديل فينا
أُجهِضتَ أيها الواعدُ بالجمال
قبل ولادتك
كان الفجر هناك ينتظرك
ليرسل إليك بوارق الأمل
ودنان النَّدى
لكن الليل تراجع عن وعده المُسطَّر
آثر البقاء لأجل غير مسمى
عمّت العتمة
أقامت بكل حرية
نشرت ظلالها رماداً
لم يجد الفجر بدّاً من الرحيل
سكت الكلام
وجفَّت دنان الندى المُعطَّر.
،،،
بقلمي
نبيلة الوزاني
( عبير العبير )
حقوق الطبع والنشر محفوظة
مواقع النشر (المفضلة)