تقول وثيقة تحمل الرقم ( 59 ) مؤرخة فى 26 سبتمبر عام 1973 وموجهة من ( إيه أم كريج ) من إدارة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية إلى المستر ( لي كويزن ) ومعنونة بسري للغاية تقول أن المنهج العربي تجاه الحياة والعمل هو منهج زائف وغير أصيل أو واع ومعظم العرب حين يمنحون وظيفة أو مهمة يلجأون للتقيد بالنصوص ويغادرون فى أجازة لمجرد فشل الإجراء فى حل المشكلة ، تضيف الوثيقة قليلون هم الذين يشعرون بالمسؤولية تجاه إكمال المهمة وذلك هو الحكم النهائي تجاههم من علية النخب فى المجتمع الغربي وبوسع المرء أن يرى هذا العجز لديهم على كل مستوى فى سلم البيروقراطية العربية ، بدءا من موظفي مكتب بريد فى بيروت وانتهاء بأطقم الجنود فى الجيش المصري
يذهب الكاتب فى استنتاجه إلى الخلاصة المرعبة ودون أن يتخلص العرب من هذا المنهج فليس لديهم أي أمل مضيفا يحتاج العرب ثورة تعليمية تنتج تحولا أخلاقيا كليا
كان ذلك مشهد مأساويا ذا أبعاد متكررة يزور أذهاننا مثلما تزوره الكوابيس اليوم هو أمس وأمس هو الغد ، والمناهج ذاتها التي يريد الأمريكيون تغييرها اليوم .
وإذا كانت التوصية بإحداث ثورة علمية تمثل الأمل الوحيد لخروج العرب من الظلمة إلى النور ، فإن من المشكوك فيه أن الحرص على رفاهية وازدهار العرب كان الدافع إلى كتابة تلك الوثيقة .
وفى الوقت نفسه فإن إصرار الولايات المتحدة على تغيير المناهج التعليمية الحالية فى العالم العربي ليس نابعا من ذلك الحرص ،وإنما من رغبة صنع فى صنع جيل أقل كراهية للغرب ، وبالتالي أقل استعدادا للموت من أجل إيذائه .
إن مرور ثلاثين عاما على تلك الوثيقة دون أن نسمع أحد فى الغرب ينتقد مناهج التعليم العربية ، خير دليل على أن بروز ظاهرة تغيير المناهج الآن يرتبط بكارثة ( 11 سبتمبر ) ويمثل حاجة ملحة هدفها منع شباب الجيل القادم من تكرار الكارثة .
لكن الوجه الآخر للقضية موجود بصدق ودقة فى وثيقة عام 73 التي تؤكد حقيقة يدركها المثقفون العرب وهى أن نظمنا التعليمية مهترئة وتخرج جامعيين أميين كيف ولا و29 دولة في منظمة التعاون الإقتصادى والتنمية تستحوذ على 91 % من براءات الاختراع في العالم وتنفق على البحوث ( 520 ) مليار مليار دولار سنويا ، أي أكثر من إجمالي الناتج المحلى لـ 22 دولة عربية .
لا نريد أ، نتوغل في الأرقام حتى لا يزيد الألم ، ويكفى أن نختم بما قالته الوثيقة ذاتها ( إن الذي يجعل إسرائيل تكسب باستمرار ليس الشجاعة ولا السلاح ، إنما الهياكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المبنية على أسس سليمة
ما يحزن فعلا ان الوثيقة من سنة 73 والى الان لم يتغير شئ
وما يحزنك اكثر وبالصدفة ترى موضوعين على المنتدى اليوم
الاول للاخت رباب بعنوان شعب يستحق الحياة . صور
والثانى لـــ م / ايمان بعنوان اثر العرب على الحضارة الاوروبية ( كتاب للعقاد )
فى الموضوع الاول ترى كيف يصل التخطيط السليم والعمل الجاد بشعب بدأ من تحت الصفر الى شعب ننظر له بانبهار
وفى الموضوع الثانى ترى امتنا العربية فى وضع نتمنى ان نرى عليه امتنا الان ولكن للاسف ننتظر التغيير عن طريق معجزة تهبط علينا او ان يعطف علينا الغرب ويردوا لنا جميل اجدادنا
واسمحلى ان اختلف معك فى اسم الموضوع فنحن لسنا منهزمون فمنهزمون تدل على ان غيرنا هو من هزمنا
ولكن نحن انهزاميون نهزم انفسنا بايدينا حتى بدون ان نحاول تحقيق اى نجاح
نعيب زماننا والعيب فينا ............... وما لزماننا عيب سوانا
لكل من يقرأ لي موضوعا زراعيا
ماأكتب هو حصيلة قراءاتي وحصيلة الاستناد لمراجع علمية لأساتذتي الكبار في جامعات مختلفة واضع لكم المعلومة في صورة سهلة التناول
مع الاحتفاظ بوافر التقدير لأصحاب المراجع
مواقع النشر (المفضلة)