السيدة فاطمة النبوية







زهرةٌ فائقة الحسن شائقةالعبير من روض النبوة العامر ببدائع الجمال العلوى، ونجمة عجيبة السناء فى سماء آلالبيت الزاخرة بالنور الدرى ...
إنها حفيدة الزهراء وبنت سيد الشهداءفاطمة بنت الحسين صلى الله عليها وعلى آلها وجدها الحبيب الأعظم وسلم.
ميلادها وإخوتها:
والسيدفاطمة النبوية هى بنت أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمى، وقد ولدت فى أوائلالعقد الثالث من الهجرة بين ثلاث أخوات وستة إخوة من أبناء الإمام الحسين ، فالذكورهم : على الأكبر ، و على الأوسط وعلى الأصغر الملقب بزين العابدين ومحمد ، وعبدالله ، وجعفر ...، والإناث هن : أم كلثوم وزينب وسكينة وفاطمة أجمعين .
وقد توفىكل الذكور فى حياة أبيهم وأكثرهم قد استشهد فى كربلاء معه ولم يبق إلا الإمام زينالعابدين وهو الذى جعلت فيه ذرية الإمام الحسين إلى عصرنا، وبارك الله فيها وبسطهاشرقا وغربا.
علمها:
وصاحبة السيرة تعد من التابعيات الراوياتللحديث النبوى، فلها العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها الزهراء وعن أبيها الإمامالحسين وعمتها السيدة زينب بنت الإمام على وأخيها الإمام على زين العابدين والسيدةعائشة أم المؤمنين وسيدنا عبد الله بن عباس والسيدة أسماء بنت عميس وسيدنا بلالمؤذن الرسول ...، ومن ذلك مارواه عنها الإمامان أحمد وابن ماجه عن أبيها الإمامالحسين عن النبى (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن قدم عهدها فيحدث لهاالإسترجاع إلا كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب)، وقد روى عنها بنوها كذلكبروايتها أجمعين.
أزواجهاوأولادها:
تزوجت السيدة فاطمة أولا من ابن عمهاسيدنا الحسن بن الإمام الحسن السبط بن على بن أبى طالب المعروف بالحسن المثنى،وأنجبت منه سيدى عبد الله الملقب بالشريف المحض لأنه كان أول حسنى يجمع بين نسبالحسنين، وكان يشبه رسول الله وقد صار شيخ بنى هاشم فى زمانه، ومما يروى عنه أنهقيل له: لمَ صرتم أفضل الناس؟ فقال: لأن الناس كلهم يتمنون منا ولا نتمنى أن نكونمن أحد.
وانجبت أيضا من سيدنا الحسن المثنى: سيدى ابراهيم الملقب بالقمر لجماله،وسيدنا الحسن المثلث (لأنه الحسن بن الحسن بن الحسن) وكل منهم له عقب. وروى فى قصةزواجها بابن عمها أنه حين خطب سيدنا الحسن بن الإمام الحسن إلى عمه الإمام الحسينقال له: يا ابن أخى قد كنت هذا منك، انطلق معى ... فخرج به حتى أدخله منزله، فخيرهفى ابنتيه السيدة فاطمة والسيدة سكينة فاستحيا، فقال له الإمام الحسين: قد اخترت لكفاطمة فهى أكثر شبها بأمى فاطمة بنت رسول الله .
وبعد وفاة سيدنا الحسن المثنىامتنعت السيدة فاطمة عن الزواج وفاءا له، وأقامت على قبره سنة فى قبة عملتها، وظلتتقوم الليل وتصوم النهار، وكانت تشبه بحور العين لفرط حسنها وكمالها، ولكن أمها ظلتتلح عليها لقبول الزواج حتى انها وقفت ساعتين فى الشمس وأقسمت أنها لن تبرح عنها أوتستجيب لرغبتها فى تزويجها، فقبلت شفقة بأمها وتزوجت بسيدنا عبد الله بن عمرو بنالإمام عثمان بن عفان الملقب بالمطرف لوسامته وأبهته وأنجبت منه القاسم ومحمداالملقب بالديباج لجماله، ورقية ...، وقد مات عنها سيدنا عبد الله بن عمرو ولم تتزوجبعده.
مواقف منحياتها:
إن آل البيت مع خصوا بأعظم أنواع البلاء، ففضلا عن حسد صنائعهم وربيبىنعمتهم وغمط فضلهم من شانئيهم وعجز محبيهم واضطهاد الحكام وعوادى الأيام؛ فليس أشدعلى نفس المحب من فقد محبوبه بين كل الأدواء والألام، وقد مرت السيدة فاطمة فىمنتصف شبابها بمحنة من أشد ما مر على آل البيت، وكم مرت بهم من محن وكم دهتهم منخطوب ولكن لن يكون إلى آخر الدهر مثل يوم كربلاء الرهيب ...، وقد قدر للسيدة فاطمةأن تكون مع أبيها الإمام الجليل ساعة استشهاده هو وأكثر أهل بيته وأولاده، ثم تؤخذمع الرهط النبيل المفجوع إلى قصر يزيد حيث جبههم بغليظ الكلام والسيوف حولهم مشهرةوالعيون بالرثاء أو الشماتة ناظرة، غير أنه سرعان ما استخذى أمام جرأة سيدى زينالعابدين والسيدة زينب بنت الإمام على ، وتطامن كبرياؤه أمام ثبات جنانهما وقوةحجتهما، وصرخت فيه السيدة فاطمة فى استنكار: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ؟! ... فخجل يزيد وقال: بل حرائر كرام وأدخلهن على أهله وبالغ فى التودد إليهن محاولا أنيصلح من وقع جريمته الشنعاء على قلوب المسلمين وفاتها:
وقد توفيت بعد أن عمرت حتى قاربت التسعينسنة وقيل إن وفاتها بين عامى 116 أو 118 هـ وقد شرفت بمقامها فيها أرض مصر ولهابالدرب الأحمر مسجد جليل وضريح عظيم عليه من المهابة والجمال والأسرار والأنوار مايسر قلوب الناظرين صلوات الله وسلامه عليها وعلى آل البيت أجمعين