الفصل الثالث
الجزء الخامس
المزية الخامسة
إن القرآن بين كثيرا من المسائل التي اشتبه أمرها على أهل الكتاب والأديان الأخرى واستدل على بيانه بالدليل العقلي الذي لا ينكره إلا المعاند او الجاهل الذي لا يدري ما يقوله العلماء
قال تعالى ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) ( 43).
فمن المسائل التي بينها : تنزيه الله تالى عن صفات النقص كالجسمية والولد والتعب والندم وما إلى ذلك مما وصفه به أهل الأديان الأخرى من أهل الكتاب وغيرهيم .
ومنها : أن الله تعالى إله جميع المخلوقات وليس لشعب من الشعوب فضل على غيره إلا بالأيمان والعمل الصالح ، وكان أهل الكتاب والمجوس يدعون أن لهم فضلا على غيرهم من الشعوب ، كما
دلت عليه آية
( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) (44).
ومنها : ان النبوة فضل الله يويته من يشاء من عباده ، وكان اهل الكتاب يزعمون أن النبوة لا تكون إلا فيه فيهم .
ومنها : تحريم عبادة الأنبياء والعلماء والعباد والرهبان والأحبار واتباعهم فيما خالفوا فيه كتاب الله .
ومنها : ان الذنوب لا يغفرها راهب ولا عالم وإنما يغفرها الله وحده.
ومنها : تحريم تقليد الآباء والعلماء فيما خالفوا فيه النص وما دل الدليل على خطئهم فيه.
ومنها : أن الكفر برسول من الرسل كالكفر بجميعهم ، وكان أهل الأديان الأخرى يؤمنون برسلهم
ويحسبون أنهم مهتدون.
ومنها : ما يجب للنساء من الحقوق التي كانت الأديان الأخرى لا تعرفها.
ومنها : قصة عيسى ( عليه السلام ) الذي افترى اليهود على أمه وبهتوها بالزور ،وتبعهم النصارى في وصفهم عيسى بما لا يجوز عقلا ولا شرعا ، فبين لهم الإسلام الحق الذي هو عدل ووسط بين تفريط اليهود وإفراط النصارى.
المزية السادسة
أنه أرشد أهل الأديان الأخرى إلى إصلاح ما فسد من العقائد والأحكام والاخلاق.
يقول العلماء : إن الدعوة إلى نبذ الصور والتماثيل في المسيحية كانت متأثرة بالإسلام ، كذلك وجدت طائفة من النصارى ينكرون عقيدة التثليث وألوهية المسيح .
ويقول النقاد : إن ( كتاب اليوم ) يعني كتاب ( تأثير الإسلام في العبادة اليهودية ) الذي ألفه يهودي
باللغة العبرية " قابل فيه ين عبادات اليهود قبل اتصالهم بالمسلمين وعبادتهم بعد هذا التصال ببضعة
أجيال ، فأثبت المؤلف أن القدوة بالمسلمين عادت باليهود إلى إحياء السنن التي هجروها من عباداتهم الأولى ، وعلمتهم سننا أخرى لم يعلموها ، ونها شعائر في صميم العبادة كشعائر الوضوء والغسل ونظام الصلاة الجامعة وغيرها من الصلوات ".انتهى من كتاب ( ما يقال عن الإسلام).
وقال الكتور غوستاف لبون : إن العرب هم أول من علم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين .
انتهى بنقل كتاب ( الإسلام والنصرانية ).
المزية السابعة
أنه حمل إلى أوربا العلم والحضارة التي يعيش فيها أهل هذا العصر ، كما صرح به أحد علماء بريطانيا قائلا :
" إن معظم العلماء يقرون علنا بعلو كعب العرب وفضلهم على أوربا في علوم الفلسفة والرياضة
والفلك والموسيقى ، وبما تدين به أوربا المسيحية للحضارة الإسلامية في جميع هذه المناحي "
انتهى من مجلة ( المستمع العربي ) التي كانت الإذاعة البريطانية تصدرها في الخرب الثانية.
وقال الدكتور غوستاف لبون : ' العرب هم الذين فتحوا لأوربا ما كانت تجهله من عالم المعارف
العلمية والأدبية والفلسفية بتأثيرهم الثقافي ، فكانوا ممدنين لما وأئمة ستة قرون '
انتهى من كتابه ( حضارة العرب ) ترجمة زعيتر.
ويقول العلامة ليبري : ' لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا عدة قرون '
انتهى بنقل الدكتور لبون .
ويقول الأستاذ محمد أسد النمساوي : ' ولسنا نبالغ إذ قلنا : إن العصر العلمي الحديث - الذي نعيش فيه - لم يدشن في مدن أوربا النصرانية ، ولكن في المراكز الأسلامية في دمشق وبغداد ومصر وقرطبة ،إن أثر هذا النفوذ كان في أوربا عظيما ، لقد بزغ مع اقتراب الحضارة الإسلامية نور عقلي في سماء الغرب ملاها بحياة جديدة وبتعطش إلى الرقي' انتهى من كتابه
الإسلام على مفترق الطرق).
وقالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' إن الوقت قد حان للتحدث عن شعب قد أثربقوة على مجرى الحوادث العالمية ، ويدين له الغرب كما تدين له الإنسانية كافة بالشيء الكثير ' انتهى من كتابها
( شمس العرب تسطع على الغرب ).
المزية الثامنة
المكتشفات النافعة في العلم والحياة الإنسانية .
ذكر المؤرخون أن اول من تنبه للطيران ورأى أنه ممكن هو - العباس ابن فرناس الأندلسي -
الذي صنع لنفسه جناحين وطار بهما مسافة طويلة ، ولا يخفى أن هذا أبدع من الطائرة .
والبوصلة التي تهتدي بها السفن البحرية من اختراع المسلمين .
وبيت الإبرة من اختراعهم أيضا .
والبارود من اختراع المسلمين على القول الصحيح.
وأول من رسم صورة الأرض على شكل كرة - الشريف الإدريسي -
والفنارات على شواطئ البحر من عمل المسلمين .
والساعة من اختراعهم.
والأرقام المستعملة الآن في أوربا من اختراعهم.
واختراعهم في علم الفلك معلوم .
والدورة الدموية من اكتشافهم .
واكتشافهم في البصريات معروف .
قالت الدكتورة الألمانية زيغريد : ' فالعرب في الواقع هم الذين ابتدعوا طريقة البحث العلمي الحق القائم على التجربة ' انتهى كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب ).
معنى هذا الكلام أن البحث العلمي المعتمد عند أهل هذا العصر في البحوث العلمية من اختراع المسلمين .
وفكرة اكتشاف أمريكا أخذها - كولمبس - من - كتب ابن رشد- .
وفي الحديث
( بينما أنا نائم إذ جيء بمفاتح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) متفق عليه ( 45 ) .
إن العلوم - التي كان الإسلام سببا في انبعاثها حتى أمكن لأهل هذا العصر أن يتوصلوا بها إلى الحضارة العصرية - هي المفاتح التي وضعت في يده ، ليكون أتباعه هو الفاتحين بها أولا.
43) الآية ( 76) سورة النمل .
44) الآية ( 18) سورة المائدة .
45)أخرجه البخاري ( رقم 7013) ومسلم ( 1/ 371- 372 ).
مواقع النشر (المفضلة)