النتائج 1 إلى 10 من 53

الموضوع: هذا هو الإسلام

مشاهدة المواضيع

  1. #11

    • عبير
    • Guest

    افتراضي

    الفصل الرابع

    الجزء الثاني

    ولأجل أن يكون تحرير الناس من عبادة المخلوق تاما من جميع جهاته ،دعا الإسلام إلى تحرير الناس من عبادة المال الذي قد تصل محبنه بالناس إلى درجة العبادة ، فذم القرآن من يحرص على المال ويقدمه على الدين وما أمر به الله ، فقال جل ذكره
    (من كان بريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) (89).
    ومعنى الآية أن من أحب المال وبخل به عن أن ينفقه في الحقوق الواجبة لم يكن له في الآخرة إلا النار ، لأنه كان يعبد المال من دون الله فلذلك قدم طاعته على طاعة الله وكان عابدا له مع الله.

    ولهذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
    (تعس عبد الدينار والدرهم والخميصة ، تعس وانتكس ) رواه البخاري (90).
    سمى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من يحب المال ويفدم طاعته على طاعة الله عبدا له ،لأن طاعة المال تشبه العبادة ويماثلها.

    والسلامة من عبادة المال تكون بتقديم طاعة الله على محبته كما يدل عليه حديث:
    ( لا تزال اإله إلا الله تنفع من قالها وتدفع عنهم النقمة ما لم يؤثروا سفعة دنياهم ، فإذا فعلوا ذلك
    ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم ) رواه البزار بإسناد حسن (91).
    السفعة : هي الزبل المجتمع في فناء المنزل .
    وعنى الحديث أن الناس إذا حملهم حب المال على تقديم محبته على طاعة الله كانوا كاذبين في قولهم " لا إله إلا الله " ، لان معنى " لا إله إلا الله " لا يستحق العبادة إلا الله ، وهم لما قدموا محبة المال على طاعة الله كانوا عابدين للمال ، فكانوا كاذبين في قولهم "لا يستحق العبادة إلا الله "

    ولا يمكن للعاقل أن ينكر أن محبة المال تحمل صاحبها على قطع رحمه ومعاداة أصدقائه وطلم الناس ، وهذا ما حرمه الله ، وبعث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بمحاربته ، فمن قدم محبة المال على ما بعث به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فقد عبده دون الله.

    والشهوات ... حرص الإسلام على تحرير المسلمين من رقها ، وتخليصهم من عبوديتها ، فنهى القرآن عنها وحذر من الركون إليها فقال
    ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ( 92).
    وليس المراد من النهي عن الشهوات منع الناس من لذلتهم الطيبة التي أباحها الله في آية
    ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) (93).

    بل المراد الشهوات المهلكة المؤذية كالخمر والمخدرات والقمار وما إلى ذلك من المحرمات المؤذية للناس المفسدة للدين والأخلاق.
    وهذه عادة الإسلام ، لا يمنع الناس مما تدعوهم إليه فطرتهم ، وتقتضيه طبيعة حياتهم ، ولكنه يصلحه ويجعل له حدودا يصير بها صالحا للدين والدنيا.

    2- العلم
    وكانت دعوة الإسلام إلى العلم بطرق
    منها : الأمر بالتفكر في الكون وما في السماء والأرض والنجوم واختلاف الليل والنهار والثمرات والحيوان ليصل الإنسام بالتفكر إلى معرفة الله وما له من الصفات الكاملة ، فيكون التفكر وسيلة إلى معرفة الله وإلى العلم بالكون وعجائبه.

    قال تعالى
    ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء) (94).
    لا يخفى في هذه الآية من الثناء على العلماء بما في الكون من الصنعة البديعة والأسرار العجيبة التي إذا تفكر فيها المؤمن هداه التفكير إلى أنواع من العلوم المختلفة النافعة في الحياة الدنيوية .

    وقال تعالى
    ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ) ( 95).

    وقال سبحانه
    (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعللمون) (96)

    وقال جل ذكره
    ( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فاخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ) (97).

    وقال تعالى
    ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) (98).

    وقال سبحانه
    ( أو لم ينظروا في ملكوت السماوات وما خلق الله من شيء) (99).

    وقال عز وجل
    ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) (100).

    وقال تعالى
    ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) (101).
    هذه الآية صريحة في مدح العلماء وتفضيلهم على غيرهم ، وقد تقدم أن القرآن مدح العلماء بما في
    الكون من الصنعة البديعة في النبات والحيوان والجبال ، فكان ذلك دليلا على أن العلم كله محمود مطلوب في الإسلام خلافا لمن يدعي أن العلم المطلوب في الإسلام هو علم الدين لا غيره.
    مع ان الإسلام فرض على المسلمين أن يتعلموا علوما لإقامة فرائض مع الدين مع أنها مفيدة في المصالح الدنيوية .

    منها : علم الفلك لاجل معرفة القبلة ومواقيت الصلاة والصيام والحج وغيرها من المصاله الدينية والدنيوية.

    ومنها: علم الجيولوجيا للاستدلال على قدرة الله وكمال عزته وعطيم حكمته وغيرها من الفزائد الدنيوية.

    ومنها : علم الحيوان والأجنة لمعرفة قدرة الله على البعث وإداعة الإنسان بعد فنائه.

    ومنها : علم الطب والمعلجة.

    ومنها: علم الاستعداد للحرب لمناصرة الإسلام والدفاع عن دعوته.



    89) الآية (15) سورة هود
    90) أخرجه البخاري رقم (2887) = (6/81) فتح الباري.
    91) أخرجه البيهقي في الشعب ( 7/337-338) وانظر نوادر الأثول ( ص247).
    92) الآية ( 59) سورة مريم.
    93) الآية ( 32) سورة الاعراف.
    94) الآية (28) سورة فاطر.
    95) الآية (219) سورة البقرة.
    96) ال]ة (97) سورة الانعام.
    97) الآية (99) سورة الأنعام.
    98) الأية (5) سورة يونس.
    99) الآية (185) سورة الأعراف.
    100) الآية (22) سورة الروم.
    101) الآية (9) سورة الزمر.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبير ; 20-08-2009 الساعة 02:15 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. المرأة في الإسلام
    بواسطة عبير في المنتدى المنتدي الديني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 21-01-2011, 02:49 AM
  2. الإسلام و العلمانية وجها لوجه.. العلامة الدكتور القرضاوى
    بواسطة محمودعبدالهادى في المنتدى قسم الكتب الدينية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-06-2009, 10:08 AM
  3. الإسلام والأمراض النفسية والاجتماعية*
    بواسطة رباب في المنتدى الصحة والطب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-05-2009, 09:01 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك