وقد تم تطبيق هذا النظام في بعض المنازل التي تم زراعة سطحها بنظام البرليت، وكذلك قام المعمل المركزي للمناخ بتنفيذه بأحد الفنادق الكائنة بالساحل الشمالي، حيث ارتأت إدارة الفندق في المشروع وسيلة تمكنها من الحصول على احتياجاتها من الأسماك الطازجة.
ويشار إلى أنه هذا النظام يصلح لتربية أسماك البلطي بنجاح، كما أنه يجرى الآن عمل أبحاث على الجمبري والبوري وسمك الثعابين، وقد جاءت النتائج الأولية للجمبري بصورة طيبة للغاية، حيث وجد أن زريعة الجمبري التي بدأ بها والتي كان حجمها 0.2 جرام وصلت خلال ثلاثة شهور إلى 4 جرام، ومازالت أسماك المياه المالحة محل دراسة.
3- الاستزراع السمكي في الصحراء الغربية:
تتسم الصحراء الغربية في مصر بقسوة المناخ، وندرة المياه بأراضيها القاحلة، وعلى الرغم من هذه الظروف الحياتية القاسية، فإن تجارب تطبيقية في مجال الاستزراع السمكي أثبتت نجاحها في تربية واستزراع الأسماك بتجمعات المياه في أراض صحراوية من خلال استغلال خزانات المياه الموجودة بواحة سيوة بالصحراء الغربية المصرية، مما يبشر بإمكانيات التوسع في تلك التجارب وتطويرها لتنمية الثروة السمكية .
وكان فريق بحثي من وزارة الزراعة المصرية قد قام بإلقاء زريعة أسماك البلطي النيلي في عشرة خزانات من نحو1500 خزان، تنتشر على مساحة 238 فداناً في سيوة، أي نحو مليون متر مكعب مياه عذبة متجددة تبلغ مساحه كل منها400 متر مربع. ومن المعروف عن أسماك البلطي النيلي قدرته على تحمل الحياة في درجات عاليه من الحرارة، وقد أثبتت التجربة نجاحها، حيث أنه بعد عام تم حصاد الأسماك بأحجام تسويقية بواقع 300 كيلو جرام واستفاد منها الأهالي.
وتلقى هذه التجربة الضوء على كيفية تنظيم استغلال المسطحات المائية غير الثابتة الموجودة في بعض الأماكن داخل مصر من خزانات مائية في الوديان الكثيرة المنتشرة في الصحاري المصرية، والتي تعتبر ركيزة لتجمع بشري حولها للاستفادة منها كمصدر للمياه اللازمة للمعيشة الآدمية والثروة الحيوانية وبعض أوجه الزراعة، خاصة مع ضخامة حجم الموارد المائية الطبيعية في مصر، وضعف الكميات من الأسماك التي يتم صيدها سنويا .
ويؤكد الخبراء على أن الإمكانيات الحالية المتاحة في سيوة يمكن أن تساهم في إنتاج ما لا يقل عن500 طن أسماك و10 أطنان جمبري مياه عذبة في العام، بما يمكن أن يسهم في تغطية احتياجات محافظة مطروح من البروتين الحيواني، خاصة في موسم سياحة الشواطئ صيفاً أو سياحة الصحاري شتاء.
وقد تم تنفيذ تلك التجربة في سيوة بإمكانيات بسيطة واعتمادا على عناصر البيئة الطبيعية في التغذية مثل المخلفات الناتجة عن عمليات تجفيف التمور وعصير الزيتون والإنتاج الزراعي، وقد أدت تلك المخلفات الي زيادة التسميد العضوي لمياه الخزانات بواحة سيوة، والتي تمد الأراضي الزراعية بالمياه اللازمة للزراعة، وقد أدت تلك المخلفات لنمو الطحالب الخضراء المفيدة لنمو الأسماك بالإضافة إلى فائدة تبادلية أخرى، حيث أن الماء أصبح مخصباً نتيجة لمخلفات الأسماك وأكثر صلاحية لزراعات النخيل والزيتون والشعير وبعض النباتات الطبية والعطرية.
كيفية تعظيم حجم الاستفادة من التجربة
1. تغطية خزانات المياه ببعض المواد الرخيصة مثل جريد النخيل لتغطيتها صيفاً.
2. استزراع بعض أنواع جمبري المياه العذبة، وكذلك أسماك البلطي الأحمر والمبروك.
3. العناية بالتغذية الصناعية لمزارع اسماك الخزانات الصحراوية، بحيث تكون علائق عالية الجودة ومرتفعة في محتواها البروتيني.
4. الاهتمام بتسويق السمك المنتج من عمليات الاستزراع في الصحراء، بالاتفاق مع الفنادق القريبة وبعض القرى والنجوع المتاخمة.
وبذلك فإن إنتاجية حوض السمك في مياه الخزان(400 متر مكعب) لن تقل عن350 إلى 400 كيلو جرام لكل6 أو7 أشهر وبمتوسط وزن150إلى 250 جراما للسمكة الواحدة، كما أنه لو تم استزراع جمبري المياه العذبة فيمكن أن تصل إنتاجيته في خزان الماء الصحراوي الواحد إلى ما بين150 و200 كيلو جرام من6 إلى 7 أشهر وبمتوسط وزن 350 الي400 جرام للواحدة .
زراعة الأسماك في صحراء جنوب الوادي
جاءت تجربة الاستزراع السمكي في منطقة جنوب الوادي، وبالتحديد في الوادي الجديد بناءاً على ما سبق من تجارب فردية ناجحة في هذا الإطار، وعلى أمل تعميمها في شكل مشروعات صغيرة كمشروع القرية المنتجة والخير والإنماء للشباب ثم يتم طرحها بعد ذلك في مشروعات استثمارية بشكل أكبر في الداخلة والفرافرة .
وقد بدأت التجربة الجديدة عقب صدور القرار الحكومي بتشكيل عدة لجان من المختصين لإعداد الدراسات اللازمة لتربية الأسماك على مياه الصرف الزراعي وتربيتها في أحواض على مياه .
وقد تم التنسيق بين وزارتي الزراعة والري والجهات المختصة لتزويد المنطقة بالزريعة السمكية، حيث يعتبر الأمر اتجاهاً جديدا من الممكن أن يوفر الأسماك لمنطقة الوادي، ونظراً لافتقاد هذه المنطقة للمصادر الطبيعية للأسماك، حيث أنها لا تمتلك سواحل أو شواطئ أو أنهار أو ترع أو بحار .
ومن المتوقع أن تعود التجربة بالعديد من الفوائد، فبالإضافة إلى توفير الغذاء البروتيني الضروري للجسم، سوف توفر هذه المشاريع فرص عمل للشباب من الجنسين وتسهم في الاكتفاء الذاتي من الأسماك، والتي مازالت المنطقة تستوردها من أسوان والمشروع الجديد بمفيض توشكي وأسيوط والبحيرة، وهذا بالطبع يؤدي إلي ارتفاع الأسعار بسبب فرق السعر الخاص بتكلفة النقل وتطرح هذه الأسماك للبيع من خلال أسواق يومية وأسبوعية.
وهذه التجربة سوف يتم الاستفادة منها بصورتين أولاهما الحصول على منتج سمكي بالصحراء إلى جانب الإنتاج الزراعي، والثانية استغلال المياه الطبيعية مرتين الأولي في زراعة الأسماك والثانية في ري المحاصيل الزراعية من هذه المياه لاسيما أن المياه سوف تكون مخصبة تماماً للتربة نظراً لاحتوائها على أسمدة عضوية طبيعية.
كذلك من إحدى الطرق التي ثبت نجاحها في تربية الأسماك هي تربيتها علي مياه الآبار وذلك نظرا لنقاوتها وثبات درجة حرارتها ولتعظيم الاستفادة منها قبل استخدامها في ري النباتات والمحاصيل الزراعية.
يتبع .....
مواقع النشر (المفضلة)