الـبحــر عالم وسيع عالم يحمل بداخله أسرار كثيرة .. وكلما غصنا بداخله نكتشف عالم جديد من كل شيء وبكل شيء..
هكذا هو الواقـــع والحيــاة ..
كلما تعمقنا في الحيــاة والواقــع أكثر وجدنا أشياء جديدة ..
لا حصر لها ..
فالمؤمــن من تعلم من دروسها واستفاد من تجاربها
وربط العلاقات بين الناس على أساس الود والمحبة والإخاء
فعندما نرمي الحجر في الـبـحــر , يغوص في الأعماق دون أن يبقى لها أثر على السطح ..
هل لأن الـبحــر كبير ويتسع كل الأحجار أم لأنه سائل لا يحس ؟؟
لماذا يتم تعامل الناس لبعضهم كما يتعاملون مع الــبـحــر برميهم بكلمات قاسية كالحجر أو اشد قسوة
ويبقى أثرها في النفوس .. ويشكل جرحاً داخلياً لا خارجياَ ويصعب مداواتها ..
الناس ليس كالبحــر .. الناس كالزجاج
يتأثر بتلك الكلمات الحجرية المرمية ويتحطم بعمق جسده وروحه ..
وإن لم تنكسر يحدث لها خدوش . دون أن يدرك أبداً مدى تحسسهم بذلك .. لأنه ربما لايرى تأثره مثل البحر .
وحتى إذا رمم أنكساره فإن أثار الإنكسار واضحة بمجرد التفكير والتذكير
إذا كان الـبـحــر يتحمل ثقل السفينة فالبــشــر لا يتحمل ثقل الكلمات القاسية
يقول ابن تيمية رحمه الله :
النفوس كـالزجاج
إن لم تكسرها خدشتها ..
اعجبني هذا الموضوع فنقلته هنا اتمنى ان يروق اعجابكم
البحر جميل ولكن خلف هذا المنظر الجميل
اعماق تتنازع فيها الحياة وعالم واسع كبير
تتقاتل فيه الحيتان مع اسماك القرش مع الاسماك الضعيفة
وياكل بعضها بعضا
انها مسالة حياة او موت
ولكن حين نغوص فى اعماقة ونتجاوز عالم النوازع والاقتتال
سوف نصل الى درر ولالى ومرجان
سوف نصل الى الصدفات
سوف نلامس انفس الاشياء و الجواهر
انها فى اعماق البحار
هكذا الانسان..حينما يصفو..ويتجاوز نوازعه وشهواته واحقاده
سوف تصل الى جوهره ومكمنه الحقيقى
وهذا هو ما يسمونه " المعدن الاصيل"
هكذا هى الحياة
نعيش كالبحر..ونموت واعماقنا كاعماقه ..
لا يراها الا من يجيد الغوص فيها..
مواقع النشر (المفضلة)