وقد وجدت دراستان علميتان نوعا من الترابط ما بين الزيادة النسبية في تناول المكسرات (حصتان أو أكثر منها في الأسبوع) وبين تجنب زيادة الوزن والبدانة! فقد أظهرت دراسة صغيرة لباحثين في مركز تابع لجامعة هارفارد أعلنت نتائجها عام 2010 وشملت 20 متطوعا، أن تناول الجوز في إفطار الصباح أدى إلى الشعور بالامتلاء، الأمر الذي سهل تقليل تناول طعام أكثر. وكلنا نعلم أن نقصان الوزن ليس سوى التحكم والحد من تناول السعرات الحرارية (وزيادة التمارين الرياضية). ولهذا، فإن كانت المكسرات تجعل الإنسان يشعر بالامتلاء، فلربما تستطيع خفض عدد السعرات الحرارية المتناولة بالإجمال، رغم أنها تزيد من عدد تلك السعرات.
حماية للقلب
في ما عدا علاقتها بالوزن، فإنه يبدو أن للمكسرات دورا في حماية القلب ضد الأمراض التي يتعرض لها. وقد أظهرت دراسات عديدة أن إخضاع بعض الأشخاص إلى حمية غذائية غنية بالمكسرات يؤدي إلى ظهور تأثيرات مفيدة على مستويات الكولسترول، وقراءات ضغط الدم، وعلى العوامل الالتهابية. وفي الدراسات الوبائية الكبيرة ظهر أن تناول المكسرات بكميات كبيرة يرتبط بمعدلات أقل في أمراض القلب. وقد أظهر تحليل لبيانات استخلصت من «دراسة صحة الممرضات» التي أجريت في هارفارد أن تناول حصة واحدة من المكسرات يوميا يرتبط بخفض بنسبة 30 في المائة في حدوث أمراض القلب مقارنة بتناول حصة واحدة من اللحوم الحمراء. وما العمل هنا؟ لا يبدو أن تناول طبق من الجوز لوجبة العشاء جذاب، إلا أن هناك الكثير من الأطباق التي يمكن تعزيزها بالمكسرات، مثل إضافة اللوز والجوز إلى رقائق حبوب إفطار الصباح أو الألبان أو الوجبات الخالية من اللحوم.
المكسرات والسكري
كما قد تساعد المكسرات مرضى السكري، إذ إن خلوها من الكربوهيدرات يعني أنها لا تزيد من مستوى سكر الدم، وهي الزيادة التي تحدث لدى الإنسان بعد كل وجبة غذائية. وفي الواقع فإن بمقدور المكسرات الحد من تأثير الكربوهيدرات على مستوى سكر الدم. والمعروف أن هذه الزيادات القوية في سكر الدم هي التي تساهم في حدوث مرض السكري لدى الأشخاص المهددين بالإصابة به، كما يجب مكافحة مثل هذه الزيادات لدى الأشخاص المصابين به فعلا. إلا أن الدلائل التي تشير إلى أن تناول المكسرات يخفض من مخاطر الإصابة بمرض السكري لا تزال متفاوتة حتى الآن، وكذلك الحال فيما يخص نتائج الدراسات وتأثيرها على مستويات سكر الدم.
مواقع النشر (المفضلة)