عنوان عجيب ، فكيف يتحسر من فاز؟ أليس قد نال مراده؟ وبلغ ما أمل ، لكن النبي صل الله عليه وسلم قال :
"ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها"
رواه الطبراني في الكبير عن معاذ حديث رقم (٥٣٢٢)
عجيب أمركم أهل الجنان : تتحسرون لا لأنكم عصيتم الله في الدنيا ، بل لأنكم تركتم فيها ساعة فلم تملأ بذكر الله ، بينما يبكي غيركم لفوات لذته ، ويتحسر لفراق
شهواته ، فشتان بين الفريقين .
ويجمع الأوزاعي تلاميذه ليشرح لهم حديث رسول الله صل الله عليه وسلم فيقول:
"ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوما يوما ، وساعة ساعة ، و لا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا انقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة ؟" كتاب مع العارفين ص (١٩)
هذه هى حسرة من ضيع ساعة من حياته و لم يذكر فيها الله تعالى
حسناً ، فمن ضيع ساعة أو ساعات فى معصية الله تعالىمكاذا سيكون حاله؟
كيف ستكون حسرة من ضيع ساعة ولم يذكر فيها الله تعالى ، فذكر الله يكون في جميع التعاملات والتصرّفات اليومية والله حسرة ما بعدها حسرة .
"وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون"مريم39
سبحان الله و هم فى غفلة
هناك قوم سيأتون يوم القيامة على هذه الحالة :
"حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون"
الأنعام31
نسأل الله العفو والعافية ، ليتنا نعمل حسابً لهذا اليوم العظيم والذي لن تنفع فيه الحسرة ولا النّدم حساب هذا اليوم .. "يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار"
غافر52
اللهم انا نسألك الجنة و ما قرب اليها من قول أو عمل و نعوذ بك من النار و ما قرب اليها من قول أو عمل
اللهم أمين
مواقع النشر (المفضلة)