فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعقوبة الفظيعه التي تنتظر من عمل الطاعات طلبا للدنيا أو الرياء والسمعة
عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله, لايتعلمه
إلا ليصيب به عرضا من الدنيا , لم يجد عرف الجنة<أي رائحتها> يوم القيامة> رواه أحمدوأبوداود, وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:< أقرب مايكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر, فإن استطعت
أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن> (رواه الترمذي وصححه, والحاكم وقال:هوعلى شرط مسلم, وأقره على ذلك الذهبي.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :< كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه. قالت عائشة: يارسول الله:
أتصنع هذا وقدغفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟!! فقال: ياعائشة أفلا أكون عبدا شكورا>. رواه مسلم
ولا تنسوا دعاء الله أن ييسر لكم القيام:
فالتوفيق لقيام الليل هبة ربانية وعطية رحمانية, فالجأ إلى ربك ومولاك وانطرح بين يديه وتوجه بقلبك وقالبك إليه واعتمد وتوكل عليه
واسأله وهو العزيز القهار المهيمن الجبار بلسان الذل والافتقار أن يوفقك لقيام الأسحار وأن يمن عليك فيهابالدموع والخشوع والانكسار وأن يحشرك مع الأبرار.
فقد وعدنا المولى جل في علاه أن يستجيب دعاءنا وسؤالنا وتضرعنا : قال تعالى<وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ >.
فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث:ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع:ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.
{ إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }.
مواقع النشر (المفضلة)