من المعروف بأن التربة الرملية لا تمسك الماء، وتحرق الأسمدة العضوية بسرعة عالية
ومن ثم تنعدم صلاحيتها للزراعة أو تكاد، اللهم إلا إذا زيد في كميات مياه الري والمخصبات المضافة إليها.
وفي محاولة لحل هذه المشكلة، قام فريق من الباحثين بالمركز القومي للبحوث في مصر
بتحضير وتخليق مركبين من زيتي الخروع وفول الصويا النباتيين؛ بغية دراسة تأثيرهما
على الخصائص الهيدروفيزيائية للتربة الرملية.
اختبرت الدراسة تأثير تركيزات مختلفة من المركبين على الكثافة الظاهرية، والمسامية الكلية
والقدرة على الاحتفاظ بالمياه، والسعة الحقلية، والتوصيل الهيدروليكي
وكانت النتيجة هي تحسين هذه الخصائص بما يزيد في صلاحية التربة الرملية لإنماء المزروعات.
وتوصل الفريق إلى أن المركب المعد من زيت فول الصويا النباتي هو الأقدر والأكفأ
في تحسين خصائص تلك الخصائص، إذ يقول كمال نصر عبد النور -المشرف على الدراسة-
لشبكة SciDev.Net: ”تحسنت خصائص التربة الرملية كثيرًا بزيادة تركيز المركب“.
ويلفت عبد النور الأنظار إلى مزية مهمة للمركب، هي
”أنه ساعد على التخلص من الهيدروكربونات الأروماتية متعددة الحلقات من التربة
فصارت أكثر صلاحية لنمو النبات“
وهي مركبات غير مرغوبة، ومعروفة بسميتها، وأنها حافزة على التطفر والتسرطن
والتشوهات الخلقية والإنمائية.
برأي الباحثة منى أمين -المشاركة في الدراسة- ”يكتسب المركب أهمية خاصة بتحقيقه مزيتين
الأولى أنه يزيد في خصوبة التربة“، لكن منى -وهي الباحثة في الشعبة الفيزيقية بالمركز القومي للبحوث-
تشدد على أهمية المزية الثانية للمركب، وهي ”أنه يتحلل معها؛ كونه منتجًا طبيعيًّا“.
تقول منى لشبكة SciDev.Net: ”وقع اختيارنا على زيتي الخروع وفول الصويا لارتفاع نسبة لزوجتهما
والتي زادت بالمعالجة الكيميائية في المركبين المعدين منهما
ما أكسب التربة الرملية تماسكًا أكبر بين حبيباتها، ومن ثم رفع قدرتها على الاحتفاظ بماء الري“.
منذ أقل من شهر، تقدم الفريق بطلب إلى مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي في مصر
للحصول على براءة اختراع، وسبق أن نُشرت نتائج الدراسة في دورية
’بوليميري أون لاين‘ في أكتوبر الماضي.
المركب الجديد يأتي في وقت اعتبرت فيه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام 2015
عامًا دوليًّا للتربة؛ للتوعية بخطورة تدهورها
وهي المشكلة التي تعانيها ثلث الأراضي الزراعية بالعالم
في وقت يواجه فيه أكثر من 805 ملايين شخص الجوع وسوء التغذية، بحسب المدير العام للمنظمة
خوسيه جرازيانو دا سيلفا، في بيان للمنظمة في شهر ديسمبر الماضي.
مواقع النشر (المفضلة)