نظر إلى ساعة يده .. ما زال الوقت باكراً, عرف انه جاء قبل الموعد بكثير, كلماتها التي ألقتها كالسحر في أذنيه البارحة ما زالت تدوخ رأسه. و تجعل قلبه يضطرب
تساءل كثيراً: كيف يمكن لجهاز الهاتف هذا الصغير أن يحمل كل هذه العواطف و كل هذه الحياة
أنصت لها بكل جوارحه . بكل أحاسيسه, لم تكن أذناه فقط هي التي تسمع.. عقله كان يسمع و قلبه كان كذلك..
لم يكن يصدق ما يسمع
((.. حنان .....حنان .......))
نعم إنه صوتها هي حنان
صوتها الذي ما نسيه و لو للحظة واحدة منذ يوم فراقهما ....
فكر كثيرا بكلماتها و نظر كثيرا لساعة يده و هو جالس على احد طرفي سكة الحديد
و قبل الموعد بلحظات بدت لعينيه قادمة من بعيد . كانت نسمات الشمال تداعب تنورتها الزرقاء الموردة بكل ما في الدنيا من أزهار
و خصلات شعر هاربة من تحت شالها الأسود تتمايل مع الريح
شمس الخريف ألقت على عيونها العسلية ظلالاَ فأكسبتها سحراً خاصاً
شعر بأزهار الدنيا تنبت تحت أقدامها و كأن الربيع غطى سكة القطار فجأة
وقفت أمامه تماماَ و مدت يدها إليه ..
تناول كفها و كانت كعادتها لدنة دافئة .. ضغط عليها بقوة
علا محياها ابتسامة خفيفة جدا و هي تسأله : هل تأخرت ؟؟
لا أبداَ رد عليها سامح
كان مكان لقائهما هو نفسه مكان فراقهما قبل عام كامل
و كما شهد هذا المكان دموع الوداع .. يشهد اليوم دموع الفرح باللقاء
- اشتقت إليك يا حنان .. اشتقت إليك كثيراً
لم ترد عليه بشيء كانت تعلم انه صادقاً و متأكدة أن شوقه أكبر من أن يستطيع وصفه .
و سارا على مهل و أصابعهما متشابكة
كان يحس بدفء أنفاسها و بحنان دقات قلبها و شعر برغبة قوية تدفعه لاحتضانها .. لتقبيلها..
لماذا حدث الفراق ؟؟
كثيرا ما سأل نفسه
و دائما ما يعجز عن الإجابة .. كان لا يجد إلا جوابا واحداَ
((إنها إرادة الله ))
لكل من يقرأ لي موضوعا زراعيا
ماأكتب هو حصيلة قراءاتي وحصيلة الاستناد لمراجع علمية لأساتذتي الكبار في جامعات مختلفة واضع لكم المعلومة في صورة سهلة التناول
مع الاحتفاظ بوافر التقدير لأصحاب المراجع
ما اسعدني ان لاقت كلماتي اذانا و قلوبا كالتي لكم ايها الاحبة
اشكركم و هي ارادة الله حقا
ان اكون بينكم فاشعر بكل هذا الدفء و المحبة في الله الصافية الصادقة
مواقع النشر (المفضلة)