مشهد مهيب حقا وموقف ثابت لا محيد عنه
تقشعر منه الأبدان وتهيب منه قلوب الشرفاء
هذا الذي يحتضنه ميدان التحرير
الألاف المؤلفة من الشباب والكهول رجالا ونساءا وأطفالا كلهم بقلب واحد وصوت واحد وهدف واحد لا يرضون غيره بديلا وهو رحيل النظام
كلما ظهر قرار جديد يحاول به النظام المستبد المتعجرف ربح المزيد من الوقت وإعادة تثبيت قدمه على حلبة الصراع بين شعب يريد إسقاط هذا النظام ،نظام طاغ لا هدف له إلا الاستمرار في غيه
والتمسك بيد حديدية على كل خيوط النظام هنا وهناك ، إلا أن الشعب لا يزال وسيزال يستميت تفتيشا عن حريته والوصول إليها مهما كان الثمن
فلم يردع هؤلاء المتظاهرين المسالمين الشرفاء الوعود الكاذبة المزيفة ولا السلاح الحي ولا أي شيئ ولم يخفهم تهديد المرتزقة أصحاب البلطجة للمضي قدما سعيا وراء العدل وإعلاء علم الحرية عاليا بل لقد ازدادت أعدادهم وتكاثفت جهودهم .
فخطاب حسني مبارك وخطاب نائبه المزعوم لم يشفيا غليل الشرفاء في ميدان التحرير وفي كل نقطة من أرض مصر بل زادهم إصرارا وتحديا لكل الصعوبات التي يواجهونها بكل عزيمة وثبات ، فلقد انعدمت ثقة الشعب في النظام الحاكم الذي فقد صلاحيته منذ قيام الثورة المباركة يوم 25 يناير ( ثورة الصابرين )ولا يزال حاسبا نفسه في مركز السلطة ويعقد اجتماعات ويصدر قرارات ضد إرادة الشعب ، هذا الشعب الذي لم تعد تغريه الخطابات الزائفة ولا المعاني المعسولة وباق على إصراره بإنهاء عهد طاغ استمر ما يكفي من الزمن والشعب صابر على أمل بزوغ فجر الإصلاح ، لكنه قد تأخر كثيرا جدا إلى أن انفجرت شرايين الغضب في كل فرد طامح لحياة وعيش كريمين ، فقرر الشرفاء النهوض نهضة رجل واحد بحثا عن فجر زاهي وصبح مشرق وزمن مزدهر .
فما أروعه من موقف مهيب وياله من مشهد جلل شريف
فاستمروا أيها الشرفاء إلى أن يبزع فجر الحرية وتسطع شمس العدل ، استمروا إلى أن يفرغ سحاب الخير أمطار الغيث بهطول وهطول يغتسل بها كل شبر من أرض مصر .
أول يوم لسطوع شمس الحرية على مصر وأهلها
لقد كانت هناك ثورات سابقة في عهد مصر
لكن هذه الثورة الميمونة المباركة ليست كسابقاتها
هذه الثورة ثورة التصدي والتحدي ، ثورة شعب بأكمله
ثورة الشباب الذين بدأوها فتعبتهم كل أطياف المجتمع المصري
رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا
لم يردعهم أي شيئ
صبروا وصابروا وصمدوا حتى تحقيق النصر
فإلى الأمام يا أبناء مصر
انهضوا بمصر جميعا .
مواقع النشر (المفضلة)