إن الهواء والماء والجبال والحيوانات والنباتات وجسم الإنسان و الكواكب و النجوم، وباختصاركل شيء من أثقل الأشياء إلى أخفها مكون من ذرات وهي جسيمات دقيقة جداً يستحيل أن يراها المرء حتى باستخدام أقوى الميكروسكوبات ويبلغ قطر الذرة نحو جزء من مليون جزء من المليمتر.
إذن، ماذا يوجد داخل هذه البنية الصغيرة؟
على الرغم من أن حجم الذرة صغير جداً، فإنها تحتوي على نظام فريد ومعقد و خال من الأخطاء و يمكن مقارنته من حيث التطور بالنظام الذي نراه في الكون ككل.
تركيب الذرة:
وتتكون كل ذرة (atome) من نواة (noyau) وعدد من الإلكترونات (électrons) تتحرك في أغلفة مدارية (orbite) تبعد مسافة كبيرة جدا (بالقياس مع حجم النواة و الإلكترونات) عن النواة وتوجد داخل النواة جسيمات أخرى تسمى البروتونات (protons) والنيوترونات (neutrons) وفي هذا الفصل، سنلقي نظرة على التركيب غير العادي للذرة التي تمثل أساس كل شيء حي وغير حي، وسنرى كيف تتجمع الذرات لتكون جزيئات وفي النهاية، مادة
الإلكترونات هي جسيمات تدور حول نواة الذرة مثلما تدور الأرض حول محورها وحول الشمس أيضا وتحدث عملية الدوران هذه، الشبيهة بتلك التي تقوم بها الكواكب، بشكل متواصل وبطريقة متقنة في مسارات تسمى المدارات ولكن التناسب بين حجم الأرض والشمس مختلف تماماً عن المقياس الذري فلنعقد مقارنة بين حجم الإلكترونات وحجم الأرض إذا قمنا بتكبير الذرة حتى تصل إلى حجم الأرض، سيكون الإلكترون في حجم التفاحة.
إن عشرات الإلكترونات التي تدور في مساحة من الصغر بمكان بحيث تتعذر رؤيتها حتى باستخدام أقوى الميكروسكوبات تتسبب في حركة مرور معقدة جداً داخل الذرة ومن أكثر النقاط اللافتة للنظر هنا أن هذه الإلكترونات المحيطة بالذرة مثل درع من الشحنات الكهربائية لا تتعرض ولو لحادثة صغيرة وفي الواقع، فإن أي حادث صغير داخل الذرة من شأنه أن يتسبب في حدوث كارثة بالنسبة إليها ومع ذلك، لا يحدث مثل هذا الحادث مطلقاً، وتسير العملية بأكملها دون أخطاء ذلك أن الإلكترونات التي تدور حول النواة بسرعة مربكة للعقل تبلغ 1،000 كم/الثانية لا تتصادم أبدا ببعضها البعض.
النواة
النواة هى المكون الاساسى للذرة و هي الجزء المركزي و تتميز بكتلتها الكبيرة نسبيا لباقي الذرة.
كان يُعتقد، حتى عام 1932 أن النواة تتكون فقط من البروتونات والإلكترونات واكتشف بعد ذلك أن ما يوجد في النواة إلى جانب البروتونات ليس إلكترونات بل نيوترونات (أثبت العالم الشهير تشادويك في عام 1932 وجود النيوترونات داخل النواة وحصل على جائزة نوبل عن اكتشافه هذا) وهكذا لم تتعرف البشرية على التركيب الحقيقي للذرة حتى هذا التاريخ القريب ويبلغ حجم البروتون القادر على أن يُوَجد داخل النواة الذرية 10E-15 متر.
وقد نعتقد أن مثل هذا الجسيم الصغير ليس له أي مغزى في حياة المرء ومع ذلك، فإن هذه الجسيمات التي تعد من الصغر بمكان بحيث لا يمكن للعقل البشري أن يدركها هي التي تشكل أساس كل شيء نراه حولنا.
تصوير شبه دقيق لذرة الهيليوم
البروتون باللون الأحمر و النيوترون بالأزرق
مواقع النشر (المفضلة)