يحكى أن ملك الحيرة عمر بن هند سأل جلساءه أي العرب أعز قالوا: عمرو بنكلثوم التغلبي قال :
والله لأذلنه
فأرسل إليه الملك أن إإتنا أنت وعشيرتك نستأنس بصحبتكم ونستمتع بمنادمتكم، ولا تنس والدتك.
وحين وصل الرسول إلى عمروبن كلثوم سير أهله بمن فيهم أمه إلى الحيرة عاصمة ملك المناذرة اللخميين حتى وصلوها ، فخرج إليهم الملك مستقبلا في زينته وأهل بيته ، ثم سارمعهم إلى إيوانه
حيث أكرمهم وأحسن ضيافتهم ، فمكثوا على تلك الحالة أياما معدودات إلى ان اطمئن عمرو ومن معه إلى الملك .
وذات يوم أوعز الملك اللخمي إلى زوجه أن استخدمي أم عمرو ، فبينما هما جالستان تتجاذبان أطراف الحديث قالت زوج الملك ليلى أم عمرو أن ناوليني تلك الجرة واسقني ما فيها من ماء
فصاحت أم عمرو : يا لعمرو يا لتغلب إلى أن سمع صراخها ابنها عمرو فاستل سيفه من غمده
وقتل به الملك وقفل عائدا بمن معه إلى مضارب قومه .
أراد ملك الحيرة الجديد أن يثأر لمقتل أبيه فجهز خميسا أوله على تخوم نجد وآخره على أبواب الحيرة ، وحين قال الناس لعمرو إن صاحب العراق يريدك وقبيلتك بسوء أنشد القسم الثاني من
معلقته والتي يقول في بعض منها
أبا هند فلا تعجل علينا ************* وأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا ************* ونصدرهن حمرا قد روينا
وأيام لنا غر طوال ************** عصينا الملك فيها أن ندينا
وسيد معشر قد توجوه ************** بتاج الملك يحمي المحجرينا
تركنا الخيل عاكفة عليه ************** مقلدة أعنتها صفونا
إلى أن يقول
ألا لا يجهلن أحد علينا ************** فنجهل فوق جهل الجاهيلنا
بأي مشيئة عمروبن هند**************نكون لقيلكم فيها قطينا
بأي مشيئة عمرو بن هند************* تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وأوعدنا روديا************** متى كنا لأمك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيت*************** على الأعداء قبل أن تلينا
إلى أن يقول
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ************* ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ثم يختم ببيت أغرق الفخر فيه
إذا بلغ الفطام لنا صبي ************* تخر له الجبابرة ساجدينا
هذه الأبيات قرأتها فأوردتها هنا أعزائي فتمعنوا فيها
مواقع النشر (المفضلة)