فإن إيمان المسلم بدينه يجب أن يكون عن قناعة عقلية تامة لا يتطرق إليها شك؛ لأنه ليس عن تقليد أعمى كما في بعض الأديان التي تقول لأتباعها: اغمض عينيك واتبعني. فقد أعطى الإسلام لأهله طمأنينة القلب، وسعادة النفس، وقناعة العقل بأنه دين الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
وقناعة المسلم بدينه نابعة من كونه: هو دين الله الذي توالت رسل الله جميعا للدعوة إليه من عهد أبي البشرية آدم ومرورا بأنبياء الله كلهم إلى أن انتهى الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن نضج العقل البشري بتوالي الرسل إليه وتراكمت عليه التجارب التاريخية..
و أيضا من: ملاءمة هذا الدين العظيم لفطرة الإنسان وتلبيته لحاجاته المادية والمعنوية وانسجامه مع عقله في عقائده وعباداته وأخلاقه ومعاملاته وأحكامه كلها.
وكذلك من: أن هذا الدين لم يأت إلا بما تشهد به العقول السليمة، أو بإمكانها أن تدركه.. ولا يأت بماهو مستحيل عقلا أبدا، بخلاف غيره من الأديان التي حشيت بالباطل وبالخرافات والأوهام .
ولذا فإن إيمان المسلم يزداد يوما بعد يوم؛ فكلما تقدم العلم وتجددت المعارف وظهرت الاكتشافات ازداد المسلم إيمانا بهذا الدين العظيم ؛ فالاكتشافات العلمية كلها تأتي مؤيدة وملائمة لدين الإسلام مصداقا لقول الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. {فصلت53}.
وقوله تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ. {النحل:89}
فكل شيء في هذا الكون من حولنا يجعل المسلم يرفع رأسه عاليا ويقول بصوت مرتفع: أنا مسلم؛ لأن كل شيء في هذا الكون يشهد بصحة الإسلام وعظمته.
مواقع النشر (المفضلة)