ظاهرة تفشت في السنوات الأخيرة وهي إقبال الأروبيين والأمركيين على اقتناء منازل في أحياء بالمدن العتيقة في بعض الدول العربية
وهذا مما يدعو إلى القلق ذلك أننا نجهل قصد هؤلاء القوم وغايتهم.
فكم من منازل حولت من طرفهم إلى ما يشبه بالفنادق وإلى ملاه ومراقص . وكم من تحف نادرة كانت توجد بها قد صدرت خارج موطنها الأصلي
لتستقر في بلدان أخرى بعيدة عن منبع ومعين إبداعها , فأصبحت تثري تلك البلدان بما أبدعه فكر الفنان العربي وبما أتقنته يد صانعها
فأصبحنا نلاحظ ونرى أن أصحاب تلك الدور والمنازل يقبلون بالعروض التي يقدمها لهم هؤلاء القوم ويبيعون أملاكهم مقابل ثمن بخس يتلقونه
ذلك أنهم لا يدركون تمام الإدراك القيمة التاريخية والتراثية والإنسانية لتلك الدور وتلك التحف , فتراهم هم من يتنافسون في عرض أملاكهم للبيع
ظنا منهم بأنها تجارة رابحة .
لكن , هل حقا قصد هؤلاء الناس الوحيد هو حبهم للعيش بهذه البلدان العربية قصد الراحة والإستجمام , أم وراء ذلك يكمن قصد خفي آخر
خصوصا إذا علمنا أن معظم ممن اقتنوا تلك الدور يغادرون إلى موطنهم الأصلي تاركين تلك الدور مقفلة .
البعض يرى أنه اجتياح وغزو لهؤلاء القوم لكنه من نوع آخر , فبعد أن تمكنوا من غزو أفكارنا وعقولنا بإدماج أفكارهم ومعتقداتهم بالفكر العربي
لجأوا إلى هذه الوسيلة لإتمام غزوهم واحتلالهم بطريقة ذكية .
وإن الواجب يحتم علينا الحفاظ على هويتنا بالتصدي للهجوم العنيف الذي نتعرض له ونحن غافلون عنه ومنشغلون بأمور سطحية متناسين أصل الداء.
فالأولى بنا أن ننتبه جميعا لهذه الآفة ولنكن يدا واحدة كي لا نصل إلى نتيجة لا تحمد عقباها
مواقع النشر (المفضلة)