تذوق الجمال في الحدائق و النبات
يزدان الوشاح الأخضر الذي يغطي سطح الكرة الأرضية بفوائد شتى على الصعيدين الجسدي و النفسي.
إذ تمدنا النباتات بالغذاء و ذلك لاحتوائها على عناصر غذائية غنية و متنوعة و يعد مصدر هام لعدد كبير من الفيتامينات و الأملاح المعدنية إضافة إلى توفر بعض الهرمونات النباتية و التي يبدو أن لها دورا ايجابيا في الوقاية من بعض الأورام.
و من الطبيعي أن هذا الوشاح الأخضر يلهم النفس البشرية الراحة و السكون و لذلك تشاد الحدائق بكثرة في المدن و تزود الدوائر و المكاتب و البيوت و المجالس العامة بالنباتات الخضراء لما تبعثه من بهجة و راحة في النفوس و حماية البيئة من التلوث و توفير الظل و رفع رطوبة الجو و تقليل الضوضاء و تعديل الحرارة .
و ما الحدائق إلا رباط قوي بين الإنسان و بين ما يحيط به من عالم يعيش فيه فلقد شعر الإنسان منذ بدء الخليقة بحاجته الشديدة إلى وجود مكان تهدأ نفسه وتطمئن إليه أحاسيسه ووجد انه يستريح فيه بالتطلع إلى جماله و يعوضه الكثير من عناء و مشقة عمله. هذا المكان هو الحديقة.
و يمكن للحديقة أن تضفي عنصرين مهمين من السرور على الإنسان هما السرور من استزراع النبات بما له من بهجة و جمال, و السرور من منظر الحديقة بوجه عام كمكان يقضي فيه الإنسان وقتا سعيدا من حياته, و ينظر إلى مفاتن الطبيعة فيه.
و التقليد الحرفي لتصميم أي حديقة لا يصيبه النجاح لان الحدائق تعبر عن رغبة شخصية تتجاوب مع ظروف حالة المنطقة المراد تنسيقها, و لا يصح أن تصبح شكلا مطابقا لحديقة أخرى. فلكل حديقة ظروف تحكم تخطيطها و تنسيقها.
و تعتبر الحديقة بما تحويه من نبات و عناصر أخرى كغيرها من وسائل التعبير الفني الرائع و الرفيع مثل لوحة فنية أو قطعة أثرية تسر لها النفس و تبتهج برؤيتها العين.
و تنسيق الحدائق فن كسائر الفنون الأخرى معروف منذ القدم فلقد عرفه المصريون القدماء و البابليون و..............
إن الاهتمام بنباتات الزينة لم يقتصر على قيمتها التزينية التي تستعمل في رسم الحدائق و إظهارها على الطبيعة سواء أكان ذلك لحسن شكلها أو لجمال أزهارها أو زكاء أريجها بل أصبحت ذات قيمة اقتصادية خاصة منها مجموعة النباتات الطبية و العطرية التي استخدمها العرب قديما و لا زالت تستعمل حتى الان في علاج الكثير من الأمراض ,و الكثير من النباتات العطرية قد أقيمت عليها الصناعات الحديثة لاستخلاص أجود أنواع العطور كما هي الحال في فرنسا.
و لذلك اهتم الإنسان منذ القدم بالنباتات في مسكنه و بالقرب منه ووجد في النباتات و الحدائق زينة و متعة ووسيلة للترويح عن النفس.
الموضوع الأصلي: تذوق الجمال في الحدائق و النبات // الكاتب: م.حنان بيلونة // المصدر: خير بلدنا الزراعي
مواقع النشر (المفضلة)