من أولى خواطري
حمــامـــة استيقظــت في عـز الغشــــى
قبل الفجـر فخرجت إلى الحقـل تتمشـــى
فلمحــــت أختـــــا لهـــا فـي عجلــــــة
مــن أمرهـا تحـت جنــح الليل تتغشـــى
فقــالت الحمامـة لأختهـــا مستغـربـــــة
ما بالك أختاه أراك قــد غـادرت العــش
لقـــد نظـرتـــك باكــــرا عندمـــا كنــــت
لا أزال قـــرب الــديار أجمــع القـــــش
لأن أيكـــي قــــد تســـرب إليــه المـاء
مـــن شـــدة المطـــر فــأصبــح هشـــا
وإن صغـــاري لا يستطيعـــون سهـــرا
فــإنهــم ينـامــون بحيـــز بعــد العشــا
لــم يطـــب لهــم النــوم الليلــة بــــردا
فلــم يقربهـم وغـادر العيـن والـرمش
وقــد لممتهـــم فــي حضنــي عسـاهـم
يدفئــوا فهــم صغــار وليس لهم ريشـا
فــغدوت مبكــرة علنـــي أجــد عشبــا
طــريــا أو يابسـا يكـون لعشي فرشــا
رأيتــك تحلقــيــتن علـــى غيـر عـــادة
تلتفتيـن في حيرة مسرعة الممشـى
فوددت الإطمئــنان عليــك تـدريــــن
أننــي عليك حريصـة وعليك أخشــى
مـن رصاصة بندقية لقنــاص متهــور
عليك يطلقها فتصيب وتخترق الحشـا
فــردت عليهـــا أختهـــــا ممتنــــــة
صــدقت اختــاه إني مثلـك أخشــــى
لكنــي فـي مهمــة وأمـــر عــاجــــل
لا يحتمل انتظارا أو تأخيرا ولا غشــا
بحوزتــي خطاب من ربة فؤاد محـب
ومرهف إحســــاس لا يستحق خدشا
لحبيب قــد نــأى عـــن ديـاره تاركـــا
قلبـا محـبا وحبيبـة في جمال الرشــا
فصــاحبتي لــم تذق النـوم ولـم تجــد
للراحة طعما مذ رحل الحبيب ومشــى
عسايـا التوفيــق في المسعى فواللــه
إن الخبــر والســر في الديار قد فشـا
فعلــي الإســـراع لإنهـــاء الأمــــــر
والذهـاب والإيـاب قبل حلول الغشـى
عذرك أختاه إنني قد أبطأت سننهـي
ما بقي من حديث بعد صلاة العشــا
بقلمي
نبيلة الوزاني
مواقع النشر (المفضلة)